كلنا يعلم أن مَن هُمْ دون سن البلوغ لا يلزموا بتكاليف الدين من صلاة وصيام وعبادة , وإنما يدربون عليها كي يتعرفون على كيفيتها وحكمتها وفوائدها , وسن البلوغ المعهود عندنا جميعا مابين الثالثة عشرة والخامسة عشر , أما فوق هذا السن فهناك ما يسمى بسن الرشد وهو بداية النضج والعقلانية وفهم الحياة والتمييز بين الحق والباطل والصحيح والفاسد وأظنه يبدأ بمتوسط السن الثامنة عشرة وما قاربها , ولكن البعض ممن تؤثر عليه الثقافة الغربية الضدية الطاغية بمحق العمر وضياع الذات وسفاهة الرأي , حيث يتنقل من دولة لأخرى لنبذ العقل والتخلي عن الدين بمناظير متحللة وأفكار معاكسة للأصول فيرمي الدين والمتدينين , هؤلاء البعض لا يبلغون سن الرشد أبداً وإن بلغوا ففي أعمار متأخرة جداً حين تلامسهم نواقيس الأمراض وموت الأقران , حينها يقولون إننا نعلن التوبة الآن , وحتى لو لم يعلنوها بمحض إرادتهم , فكثرة أخطاءهم وكوارثهم وتعدياتهم على الدين ورجاله ستبرأ إلى الله منهم أمام السلطان , والسلطان لا يرضى بهذا الخذلان .