أصبح المجتمع الخارجي مجتمعا أقرب للفوضوية في تناول وطرح و نقد وسرد قضية ما وأبرز هذه القضايا قضية إصلاح التعليم. فهناك من لا يعرف أسباب المشكلة وأبعاد القضية ويخلق من قضية التعليم قضية أخرى حتى تنتشر القضايا في مجتمعنا كما ينتشر الوباء بين البشر. فقضية التعليم في السعودية بحاجة إلى دراسة مقننة وهادئة من قبل أهل الإختصاص في تطوير التعليم، والتطوير يختلف عن الإصلاح لأن الإصلاح قد يقود إلى التغيير كليا في سياسة التعليم والتطوير يعني تغيير الوسيلة التعليمية لا تغيير السياسة التعليمية. وبرأيي أن جميع أساسيات التعليم سواء توجه أو ميدان أو إدارة بحاجة لتغيير كلي يتوجه لبناء حصانة قوية لمخرجات التعليم حتى تصبح هذه المخرجات قادرة على مواكبة تغيرات الزمان والمكان وأسلوب الحياة وإختراق دهاليز العولمة. كما أن رسول " شوقي " هو العامل الأكبر في هذه النقلة و يعد وسيلة من وسائل التعليم فهو بحاجة إلى بيئة مدرسية نقية تحترم رسالته التي يحملها والأمانة التي حمل عاتقه إياها. ولمخرجات التعليم في المملكة نظرة سوداوية تبرق في عين من يلتحق به وفي جميع مراحله فغموض مستقبل الطالب يشكل ضبابية محبطة يقلل من إستجابته بعد تشريح بطالة آلاف الشباب والشابات من مخرجات التعليم العالي. وبهذا يتقاسم الجميع نتاج تدهور التعليم وتأخرنا في اللحاق بعجلة التنمية. ورغم أن كلمة " ماذا لو " تفتح باب لعمل الشيطان إلا أنها تفتح أبواب عمل للإنسان إذا حولت لفرضيات علمية أو إقتصادية أو تكنولوجية وتنبؤات مستقبلية وكانت مسارا من مسارات المناهج الدراسية فبها تقدم الغرب حتى أصبحت نظريات حقيقية بعد أن كانت فرضيات تخيلية لا خيالية. فإن أصبت فيما أقول فإن التعليم في السعودية لا يسمن ولا يغني من جوع بعد أن ظلت مناهج الدراسية شبه تراثية تحكي أمجاد عنتره وحقل من زرع حصد ناهيك عن لب الكيان التعليمي وأقصد المعلم الذي غلمته وزارته طرق المقاضاة ودعوى المظالم. فتعليمنا بحاجة إلى جرأة إزالة توجهه الحالي وإستبداله بتوجه نحو غد يسهم في بناء نهضة إجتماعية ونقلة حضارية ووعي إقتصادي فالتعليم واجهة الأمة والغرس الذي به نضمن ثماره ولكن في الوقت نفسه يصبح سببا في الفساد الإداري والإجتماعي والإقتصادي والمهني إذا ساد تدهوره أجيال العصر. أنتم يامن تظنون أن تعليمنا سينهض في عشية وضحاها إسألوا أنفسكم كم من الزمن يستغرق إصلاح وتطوير وتفعيل هذه المحاور في بلد يستغرق سنوات في سفلته بضع كيلو مترات. رشفة : التعليم يضخ أساطير الأمم في التاريخ كما يضخ القلب الدم في جسم الإنسان فاصلحوا قلب هذا الوطن.