بيّن د.سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم " أن هناك فرقاً بين المناهج التعليمية والمقررات الدراسية فقال:" المقررات الدراسية هي التي توزع على الطلاب لكن المناهج مختلفة فهناك مقرر للطالب وهناك مقرر للمعلم وهناك أهداف الخطة ومخرجاتها وكذلك هناك النشاط المدرسي وهناك العلاقة بين الأسرة والمدرسة فالمنهج إذن أشمل من المقرر المدرسي ، ولو سئلنا عن بداية الإصلاح والشرارة التي ينطلق منها لقلنا من التعليم ذاته ، فالمعلم هو وليد منهج ، وأعتقد أن مناهجنا يغلب عليها الجانب النظري وربما أصبحت هذه العملية تقليدية لواقع العقل ، وخاصة أنه ليس هناك إحساس بالمتغير الدولي ولذلك يجب علينا أن نُعيد إنتاج البرامج العملية ، فالتحديث للبرامج ضرورة فمثلا المقررات في كلية الطب منذ عشرين سنة هي هي لم تتغير فهذا ربما لأنه لا يكون لديهم إحساس بالمتغير ، فهناك الكثير والمجلات تتحدث على مدار اليوم والأسبوع فكل شيء جديد في عالم متجدد بينما المناهج والمقررات لا تتواكب مع المتغير فهناك حاجات لابد ان تكون متجددة في المجتمعات الحية وأعتقد أن هناك حاجة إلى مراقبة جيدة وتقييم للأعمال التي نعملها وكيف نطورها لا بما تخضع له الأمزجة أو القناعات فقضية المناهج بعد 11 سبتمبر ارتفع سقفها وأصبحت مثارة بطريقة قوية فأصبحت قضية تغيير المناهج حاضرة بقوة والآن وقد ذهب رد الفعل وبقي الفعل فاعتقد من الخطأ تحوير قضية المناهج إلى قضية استقطاب فيتحدث كل طرف بما يراه وهذا يتهم الآخر ويسبّ ويتم استهداف أشخاص مع أن هناك أشخاصا مخلصين لدينهم وأمتهم وتلغيهم ب (لازم أن يكون مع أو ضد)!! وأسترسل العودة فقال:" عملية إصلاح وتطوير المناهج هذه جزء من عملية تحديث المناهج لكن مع ذلك لا نرضى بالضغوط الخارجية ولكن لا يعني أننا نرفض الضغوط الخارجية أن لا نفهم المتغيرات الدولية فليس من الصواب أن الطالب لا يفهم من المقرر الواقع ، بل يفهمه من التاريخ فيجب أن لا نخضع للضغوط السياسية الخارجية ولكن يجب أن نعي ونتجاوب مع المتغيرات الدولية كما أؤكد أن لا تتحول عملية تطوير المناهج إلى استقطاب وتراشق ، فالعلوم الدينية واللغوية بحاجة إلى تطوير مستمر فمثلا نستبعد الأمثلة التي انتهت تاريخيا مثل الرّق ونطوّر المناهج فيما يتمثل به حاجات المجتمع من الحوار داخل الأسرة وخارجه ويضبط سلوك المجتمع من خلالها وأن يكون عندنا مقرر من السيرة النبوية وهو نموذج متكامل ، وهناك من يتهم المناهج الدينية أنها مسؤولة عن العنف والإرهاب فأنا أزعم أن هذه الإجابات هي إجابات عاطفية ليست إجابات علمية معرفية لأنها ليست مبنية على الاستقراء والاحصاء فما يزال العنف يضرب في كل الدول الإسلامية ومثارة القضية في الإعلام مما يُدلل أن ثمة مشكلة، وعلى هذا يجب علينا أن لا نتهم المناهج الدينية وقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة فأصبح بأيدينا أن نشيع في المناهج الاهتمام بالأسرة والإصلاح والتعايش ومحاربة التكفير والعنف ". وأكد العودة على أن الجمود لا يصنع شيئا فقال:" فالخوف أكبر هزيمة فيجب أن نقول: الآن قد آن الآوان بأن يكون هناك تغيير فيكون بيدي لا بيد عمرو فالتغيير هنا لصالح بناء جيل قادم جديد ، ويجب أن يكون هناك جرأة في التغيير فلاحظ المذاهب الفقهية الأربعة لما ظهرت بأوقات متقاربة ولم تكن موجودة سابقا وأصبح لها أتباع وأعوان حتى وصل بهم الأمر إلى تحريم الخروج عن المذهب فالمقصود أن الواقع فرض عليهم إيجاد مذاهب وفي هذا استجابة للمتغيرات الدولية والحاجات الواقعية لكل عصر " .