\"عيد \" تخرج من مدرسة الأحقاد الثانوية ... والتحق بجامعة الأهواء التي تبعد عن مسقط رأسه مئات الأميال!! \"سعيد\" تخرج كذلك من ثانوية الضعفاء النموذجية... وكان حظه التعيس أن يسكن في ذات حجرة عيد بسكن تلك الجامعة .. مرت الأيام وتعرفا لبعض أكثر وفي كل يوم تزداد حدة النقاش العقيم والتعصب يشتد ويتحاورا حوار لا ينتهي إلا بنعرة قبلية كاذبة وفي الختام ينام عيد على انه منتصر وللأسف فنشوة الانتصار ذاتها عند سعيد .. سنوات مضت ومعها تأصل ضياع الاثنان وبقيا كما هما يتصارعان بعكس بقية الزملاء فعبيد تخرج ويحضر للماجستير وكذلك جلال أجتاز البورد الكندي ، وعاصم أخذ الدكتوراه في الهندسة وغيرهم إلا عيد وسعيد لأنهما نسيا الدراسة والتحصيل والتخطيط والتنظيم وجعلوا كل التركيز على القبيلة والعنصرية البغيضة .. ذات يوم استقبلت الجامعة دفعة جديدة من الطلاب ومن ضمنهم (مبارك) القادم من قرية الخير والعيش الرغيد .. وحتى يدرك حجم النعيم الذي يحف قريتهم .. كان يتجول في أرجاء سكن الجامعة وإذا به يسمع عيد وسعيد يصرخان كالعادة وفي جولة جديدة من جمهرة القبيلة .. طرق الباب فأستقبلوه وتعرف عليهم فقال سلامات ياشباب صوتكم عالي عسى خير .. صاح عيد : أخونا سعيد يقول بأن مدير مستشفى قريتنا من قبيلتهم وأن في عهده تطورت وتحسنت المستشفى ، ولكن يامبارك العكس صحيح من يوم تشريف ابنهم ضاعت صحتنا .. مبارك : عيد سعيد . رد سعيد : يامبارك لا تصدق عيد .. لأن قبيلته يسعون لتشويه صورت مدير المستشفى لأنه من عندنا .. والمصيبة الكبيرة مع مدير محطة المياه اللي من قبيلتهم هداه الله لا يهش ولا ينش ... مبارك : عيد سعيد . عيد : طيب ماقولك ياسعيد في مدير الطرق تراه منكم وفيكم وأنا أراه ممتاز .. سعيد : ممتاز ولكن ماخدم أهله واللي مافيه خير لأهله مافيه خير للناس .. مبارك : عيد سعيد . مبارك : طيب بسألكم عن مدير التعليم ومدير الشرطة والبلدية .. عيد : الله يبارك فيهم وماقصروا الله يعطيهم العافية . سعيد : بصراحة أحسن منهم مافي ويستحقون التكريم . مبارك : عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير . ختاما / لم يتخرج من الجامعة لا عيد ولا سعيد ومازالا على ذات الموال .. ولكن التواصل مستمر بينهما حتى الآن على شعار واحد (( الأمور طيبة وكلنا بخير )) . ماجد بن عثمان الخولي [email protected]