دعك من هذا وذاك , دعك ممن تنصح المعلمين بترك تربية أبناءنا الطلاب على الخوف من الله وإنما تركهم هملاً يعملون ما يريدون وفق الحرية المتعصرنة والفوضوية المتعلمنة والفساد الليبرالي الواضح ضاربة بكل النصوص الصريحة عرض حائطها الزجاجي الباهت , ودعك من الإمعات الذين يرددون التقسميات التنوعية كالوهابية والإسلاميين , ودعك أيضاً ممن يصف أحاديث أطهر الخلق - المصطفى صلى الله عليه وسلم - بالوحشية المرهبة للناس, ودعك ممن يدعوا للاختلاط والسفور والتحرر والبعد عن الهيئة الدينية السليمة ( لبس المطاوعة ) , ودعك ممن يحث على ترك تشويه المنظر بتقصير الثياب وتطويل اللحى وتطبيق السنن , ودعك ممن يسب العلماء ويوقف إعمال النصوص الشرعية إلا ما يوافق عقله أولاً , ودعك ممن يشكك في صحة الأحاديث المروية عن الشيخين ( البخارى ومسلم ) ويشكك في تفسير العلماء المجتهدين ويدعو إلى التعايش المطلق ومواكبة التطورات حتى لو خالف ذلك ديناً أو عقلا صحيحا أو منطقاً سليماً , دعك ممن يهرف بما لا يعرف , ودعك ممن ينكر المؤامرة على الإسلام والمسلمين , ودعك من الرويبضة المتربعين على كراسي التسويق والتزليف الإعلامي يسوقون الكلام المنافي للدين والشرع والمبادئ والقيم , ودعك من كل طالب للشهرة حتى ولو على حساب دينه وعقيدته , دعك من كل من اكتسب مساحة في زاوية لصحيفة أو قناة فبرر وقرر وأفتى وقال رأيه في الدين والسياسة والاقتصاد وفي كل شيء دون اكتراث , بل ونصب نفسه مُشرِّعاً ومقنناً بكل المقاييس وهو من بقايا التسرب والتدحرج , دعك من الناصحين بالرياضة النسائية , دعك من كل من يقول قولاً أو يبدي رأياً , دعك من هذا وذاك وعُدْ إلى الحقيقة , إلى التشريع , إلى قول الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لتجد الحقيقة والحق وتعلم الصواب المغيب عن الواقع , الحق المحارب بكل المقاييس , عُد إلى الحقيقة لتصحح كل ما يشوبك من تأرجح التفكير وتشتت المسير وضعف الضمير , لتعود إلى ربك مدركاً لُبَّ الحقيقة , وسبيل السلامة , وميزان الواقع , لتحكم بنفسك على الفطرة أين كانت وأين هي على صفحات الواقع , لتعلم إلى من يوجهك القرآن وممن يحذرك , لتدرك بكل ثقة وإيمان أن الله أنزل الكتاب تبياناً لكل شيء وتفصيلاً لكل شيء , وأنه سبحانه ما فرط في الكتاب من شيء وأن هذا القرآن هدى ورحمة لك ولي ولجميع المسلمين إن طبقناه دون أن نؤمن ببعضه ونترك البعض الآخر ..