عبر جريدة عكاظ الصادرة بتاريخ 18/7/1431ه قرأنا خبر الخطاب الحازم الموقع من صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والذي بعثه إلى الأمانات والبلديات في عموم أرجاء الوطن مسطر في ثناياه اعترافاً صريحاً بسوء آليات تنفيذ المشاريع التي تتخذها الأمانات مما أدى إلى إلغاء كثيرٍ من منافسات المشاريع وبالتالي وأدها بين الأوراق الأمر الذي أدى لتأثر مسيرة التنمية في الوطن . وهذا الاعتراف يجعل الذهن يرسم أكثر من علامة استفهام حول السبب في ذلك ؟ لكن قبل أن تأخذه التساؤلات بعيداً يعود سمو الأمير ليحدد أسباب هذا الخلل وبكل شفافية ذاكراً أن من أبرزه قصورٌ في أداء موظفي بعض الأمانات والبلديات التابعة لها . ثم مطالبته وبلغة حازمة بتكليف موظفين متخصصين ولديهم الإلمام الكامل .إلى هنا ينتهي اقتطافي من خطاب سموه وتشخيصه. فكم أعجبني فعلا ظهور مسؤول بهذا الحجم معترفاً بالنقص والتقصير في وزارته على غير ما جرت عليه العادة . لكن الذي أتحفظ عليه هو طلب سموه تكليف موظفين متخصصين ومؤهلين من هذه الأمانات والبلديات للقيام بوضع آليات تنفيذ المشاريع لسبب بسيط هو أن الأمانات عندما كلفت هؤلاء الموظفين كان لسان حالها يردد (الجود من الموجود) فجميع الموظفين في أروقتها يحتاجون إلى تأهيل وتدريب مستمر . وهذا ما قد يكون معدوماً في جميع الوزارات وليس في هذه الوزارة لوحدها . وبما إن التأهيل أيضاً كلمة هلامية مطاطة وتحتاج من أجل تنفيذها لوقت وجهد وخامات. فإلى أن يتم ذلك التأهيل (الحلم) فإنني أقترح على سمو وزير الشؤون البلدية أن تتولى الوزارة شخصياً وضع آليات المنافسة للمشاريع المعتمدة والإشراف على ترسيتها على المقاولين ثم تتولى الأمانات والبلديات بعد ذلك الإشراف على تنفيذ هذه المشاريع في الميدان . لقد حان الوقت لدخول المقاول الأجنبي إلى هذا السوق ؟ خاصةً في ظل طفرة في المشاريع المستحدثة ووفرة مالية وضعفٍ في إمكانيات المقاول الوطني كما وكيفاً ؟ وعندما نلتفت إلى مشاريع المناطق الطرفية فإننا سنشاهد سوء تنفيذ المشاريع التي يتولاها المقاول الوطني و التي ظهرت منذ بداياتها مخيبة للآمال مستنزفة للأموال بل وليست بمستوى الطموح لأدركنا حجم المعاناة الحقيقية . كم أعجبني هذا الوزير الشجاع وهذا البحث الدؤوب عن الكمال فلله درك يا حفيد الملوك. محمد احمد محمد مدبش [email protected]