في الوقت الذي يشكو فيه المواطنون من تعثر الكثير من المشاريع التي تمس حياتهم ومصالحهم.. وفي الوقت الذي تناقش جهات عديدة مثل مجلس الشورى هذه المشكلة وتراقب جهات حكومية أخرى أعمال الوزارات والقطاعات الحيوية دون تعثرها وفي الوقت الذي يوجه فيه مجلس الوزراء بإنجاز المشاريع في مواعيدها إلا أن حالة التعثر والتأخير لم تختف من ساحة العمل في كافة مناطق المملكة. شركة المياه الوطنية -وهي شركة مملوكة بالكامل للدولة- يمثلها صندوق الاستثمارات العامة سجلت حضورًا لافتًا في إنجاز المشاريع المسندة إليها من الدولة أو التي تقع في إطار مهامها التقليدية في مدد زمنية تقل بكثير عن المدة المحددة في العقود ووصلت في بعض الأحيان إلى إختصار الزمن إلى نصف المدة دون أن يؤثر ذلك على عنصر الجودة أو يترتب عليها مصاريف مالية إضافية. هذا النجاح بات سمة من سمات الشركة في جل مشاريعها وبذلك تعطي نموذج مخالف لما ارتسم في الذهنية العامة من أن الجهات الحكومية لا يمكن لها تنجز عملًا دون تعثر ودون تأخير. وبمناسبة تدشين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل صباح اليوم السبت المرحلة الأولى من منظومة مشاريع الصرف الصحي والتوصيلات المنزلية للمنطقة الشمالية الوسطى بمدينة جدة، بحضور وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطينة، ضمن مشروع ينهي معاناة دامت أكثر من ثلاثين عامًا بجدة كان هذا الحوار: (المدينة) التقت بالرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية لؤي المسلم ليحدد آليات العمل والمنهج المتبع في الشركة والمفضي إلى اختصار الزمن في مشاريع الشركة بما في ذلك هذا المشروع الجديد الذي تم إنجازه في مرحلته الأولى قبل الموعد المحدد بستة شهور ويتوقع أن المشروع بكامل مراحله أن ينجز أيضًا قبل الموعد المحدد له. في البداية يقول لؤي المسلم إنّ الشركة نجحت في تسريع وتيرة العديد من المشروعات والتي كان لها الأثر الكبير في خدمة العملاء في مدينتي الرياضوجدة، وذلك بتطبيق خطة تسريع المشاريع المتعثرة ومنها تجفيف بحيرة الصرف الصحي بجدة والتي كانت هاجسًا يؤرق سكان جدة، حيث استطاعت الشركة تجفيف مياه البحيرة خلال ربع المدة المحددة لها والبالغة سنة بقيمة إجمالية تبلغ (95) مليون ريال، لمساحة بلغت نحو (2,5) مليون كيلو متر مربع، كما نجحت الشركة في تسريع عملية تشغيل محطة المطار (1) لمعالجة مياه الصرف الصحي بطاقة استيعابية تبلغ (250) ألف متر مكعب يوميًا وبتكلفة بلغت (370) مليون ريال، والتي ستخدم أكثر من (13) حيًّا من أحياء شمال مدينة جدة، لترتفع الطاقة الإجمالية الكلية لمحطات المعالجة القائمة والتي تم توسعتها وتشغيلها من (444) ألف متر مكعب في اليوم إلى (634) ألف متر مكعب في اليوم، واختصار مدة إنجاز مشروع التشغيل التجريبي لمحطة المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي جنوبجدة (الخمرة 4)، لتتم نهاية العام الجاري 2011م، حيث تقع المحطة في منطقة الخمرة على طريق جدة – الليث على بعد (45كم) جنوب مطار الملك عبد العزيز الدولي وعلى بعد حوالي (70كم) من العاصمة المقدسة، بتكلفة بلغت أكثر من (271) مليون ريال، وبطاقة استيعابية تبلغ (250) ألف م3 يوميًّا. كما تم تقليص مدة إنجاز مشروع صرف صحي بحي الوادي شمال مدينة الرياض من 16 شهرًا إلى 4 أشهر بنسبة 75% من الجدول الزمني للمشروع بتكلفة تتجاوز 76 مليون ريال، وفي شهر أغسطس عام 2010م، نجحت الشركة في تقليص المدة المتوقعة لإنهاء عدد من المشروعات الحيوية في مدينتي الرياضوجدة والخاصة بقطاعي المياه والصرف الصحي تجاوزت تكلفتها المالية مليار ريال، من خلال تطبيق الشركة آلية وطنية تعنى بتسريع وتيرة المشاريع الأمر الذي أدى إلى إنهاء ( 5 ) مشاريع لقطاعي المياه والصرف الصحي، وتقليص مدة تنفيذ ( 8 ) مشاريع أخرى في نفس المدينتين، حيث تراوحت مدة تخفيض تنفيذ المشاريع في المتوسط بين (8 إلى 12) شهرًا. ويضيف المسلم قائلا «تعد هذه الحزمة من الإجراءات التي طبقتها شركة المياه الوطنية امتدادًا للآليات الجديدة التي تم تطبيقها في عام 2009م والهادفة إلى تسريع المشاريع، حيث أثبتت نجاحها وفعاليتها من خلال تطبيقها على عدة مشاريع لقطاعي المياه والصرف الصحي بمدينتي الرياضوجدة، وتشتمل هذه الإجراءات على صرف دفعات مالية مقدمة للمقاولين، والتدخل كطرف ثالث لدى الموردين لمعالجة أي قضايا عالقة مع المقاولين لضمان استمرار توريد الموارد وعدم توقفها للمشاريع، ودفع المقاولين لتطوير إدارة العمل بالمشاريع، كما ساندت الشركة المقاولين بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتفادي تأخير المقاولين وإصدار فسوحات الحفر، فيما كثفت الاجتماعات الدورية مع المقاولين لمتابعة سير العمل بالمشاريع ومعدلات التنفيذ ولحلِّ أي عوائق فنية في حينها. كما تم استقطاب شركة عالمية متخصصة في إدارة المشاريع للمساهمة في تطوير الكفاءات السعودية داخل الشركة. الشركة حققت رغبة القيادة وعن الخطوات العملية التي اتبعتها الشركة لتحقيق أهدافها الرئيسية يقول لؤي المسلم إنّ الشركة سعت منذ استلامها مهام قطاع المياه والصرف الصحي في المدن المستهدفة بالتخصيص المرحلة الأولى إلى تحقيق رغبة القيادة والاسترشاد بتوجيهاتها التي طالما حثت كافة الجهات في الدولة على التعجيل في إنجاز المشاريع، بمتابعة ودعم سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، و معالي رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطنية وأعضاء مجلس الإدارة، فقد قامت بوضع الخطط والحلول الكفيلة لتسريع وتيرة تنفيذ المشاريع وتذليل العقبات وإيجاد الحلول لدفع عجلة العمل والوصول إلى الأهداف المرجوة بكوادر وطنية شابة وطامحة إلى تحقيق إنجازات وطنية تفي بمتطلبات الحاضر والمستقبل، ومن الأمثلة على ذلك تطبيقها لخطة إنجاز التي تضمن عددًا من الإجراءات التي تساهم بشكل كبير في حقيق النجاحات المتواصلة، بالإضافة إلى جهود الشركة في تطبيق إجراءات تأهيل المقاولين وإمكانياتهم في تنفيذ المشاريع. فلسفة الشركة وحول آليات العمل التي من خلالها حققت هذا الهدف الهام يقول المسلم إنّ للشركة رؤية ورسالة واضحة تسعى لتحقيقها بدعم القيادة الرشيدة وجهود منسوبيها من الكوادر الوطنية لتكون شركة مياه رائدة تقدم خدماتها بمعايير عالمية، إضافة إلى رسالتها التي تهدف إلى أن تقدم خدمات متميزة وموثوقًا بها في مجال المياه والصرف الصحي بأسلوب اقتصادي، مع التركيز على كسب ثقة عملائها وموظفيها ومجتمعها، من خلال أداء فعال لمنشأة تجارية قادرة على التطور والنمو، ومن هذا المنطلق فإنّ الشركة قد ركزت دائمًا على تطبيق قيمها الوظيفية ومنها التميز والابتكار والذي تسعى من خلاله لتقديم خدمة متميزة تفوق توقعات عملائها، كما تطبق الشركة روح الفريق الواحد في العمل كأفراد ووحدات وفرق عمل، كما تلتزم الشركة بأرقى ممارسات العمل الأخلاقية في تعاملاتها وأمام مجتمعها بحماية البيئة وتوفير أعلى معايير السلامة، كما تركز الشركة على تكريم وتقدير موظفيها؛ لأنها تدرك بأن موظفيها هم ثروتها الحقيقة والعامل الأساسي لنجاحها لذلك تحترمهم وتدعمهم وتقدم لهم كل ما يضمن تطورهم. نموذج يقتدى وحول ما حققته الشركة في هذا الجانب وما إذا كان ينبغي أن يكون نموذجًا يحتذى به لدى العديد من الجهات الحكومية الأخرى أكد المسلم أن تلك الإنجازات التي حققتها الشركة لم تأتِ من فراغ، ولكن توطين الخبرة ونقل التجارب للمملكة وتخصيص القطاع أهم المعايير التي تبنتها شركة المياه الوطنية في نجاح المشروعات الموكلة لها، كما أن المتابعة والحرص الدائم على تنفيذ المشروعات والبحث والتنسيق مع المقاولين وتذليل العقبات لهم أهم ما امتازت به الشركة خلال انطلاقها في تنفيذ العديد من المشروعات. جوانب مضيئة وعن الجوانب المضيئة المتحققة من وراء التسريع في إنجاز المشاريع يقول لؤي المسلم إن الشركة سجلت إنجازات عالمية، حيث فازت الشركة بثلاث جوائز عالمية حصلت عليها خلال العام الحالي 2011 وهي جائزة أفضل مشروع بيئي لعام 2011م، عن تجفيف بحيرة الصرف الصحي بجدة، وجائزة أفضل شركة تطبق نظام إدارة توزيع المياه باستخدام غرفة التحكم سكادا، من شركة سويز للبيئة عن العام 2011م، خلال الحفل السنوي للابتكار في مدينة باريس بدولة فرنسا، وكذلك جائزة أفضل ابتكار في مجال ضمان الجودة للخدمات المقدمة على مستوى الشرق الأوسط وذلك في حفل إعلان جوائز أفضل مركز للاتصال الموحد في تطبيق معايير برنامج ضمان الجودة خلال العام 2010-2011م بمنتدى ومعرض توزيع الجوائز (MECC'11)بمدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة .