الكتابة عن هموم المجتمع الذي يعيش فيه الكاتب هي الكتابة الفريدة من نوعها حيث أتت من واقع جسده الكاتب بحروفه ومن معاناة نابعة عن تجربة حقيقية وبهذا تبقى بدايات الكاتب هي ذروة الألق وبما أنها لاتسرد سيرة ذاتية يتبختر بها ولاتتناول مديح وثناء شخصية فعالة غير فعلية في المجتمع. ولكن مع سير العملية الثقافية للكاتب وإطلاعه على حالة المجتمع الآخر يقوده الفضول نحو الكتابه عما يعانيه المجتمع الآخر فيصبح المستوى الذي ترقى له الكتابة أقل بكثير من مستوى كتابات طرق فيها الكاتب الأمور التي يعاني منها مجتمعه وكونه أحد أفراده فسيتناول فيها كل إمكانياته ولم يكتب حينها من أجل الكتابة بل من أجل نفسه ومن أجل المجتمع. فالمعاناة الشديدة والتجربة الشخصية تصنع من الكاتب ثروة ينالها الناس والسلك الإجتماعي لها ما لها من إيجابيات تكفل خطوات الحل والعلاج لمشكلات مستعصية وقف أمامها أبناء مجتمعنا كثيرا دون أن يلبي المسؤول إحتياجات أبناء هذا المجتمع. وقد تعد المنابر الصحفية فرصة لايغتنمها إلا الكاتب ذو الفكر النير. والكتابة تصنف في نظري إلى صنفين كتابة على لسان المجتمع وكتابة إلى أفراد المجتمع بغرض التوعية والتنوير ولكن مع إمكانية البحث وتسهيل وسائل التقنية أصبح المجتمع قادرا على التعلم بواسطة الإنترنت وعن طريق الكتب والموسوعات وبهذا تصبح الكتابة من أجل التوعية والتنوير ذات فعالية أقل مهما تعددت الأساليب وكثرت الفتاوى فإن الكتابة عن مطالب أبناء المجتمع والتحدث بلسانهم هو المسلك الأقرب والأقل وعورة إذا ما ماثلناه بالمسالك الأخرى من حيثية الكتاب. أرى أن يظل الكاتب لسانا لمجتمعه يحمل همومه وينقلها لمن يهمه الأمر مهما تقدمت مسيرته وتعددت منابره فبهذا يحصد ثمرة التغيير في حال المجتمع وثمرة تقدم الكاتب وبناء ذاته الثقافي. رشفة : أرفض المسافة والباب والسور والحارس وأكتفي )بخليل جلال( بقلم: محمد مساوى القيسي