عفواً سأتوقف هنا بعمق وأتحدث تحت ضوء هذا العنوان المؤسف لأن الحقيقة تقول ذلك خاصة عندما ندرك بأن المواطن أصبح رهينة على مدى أعوام لإحدى البنوك أو لسداد فواتير الكهرباء والجوال والتليفون وأقساط السيارة والمخالفات المرورية والغرامات لمكتب المواليد والجوازات ورسوم مدارس الأبناء وغير ذلك من الإلتزامات المادية بمختلف أنواعها .! قد أجد من ضمن التعليقات من يقول بأن المواطن غير مجبور على كثير من هذه الفواتير والإلتزامات فكم أتمنى أن يعيد قراءة نصف ماذكر سابقاً من الإلتزامات ويقارنها مع دخل المواطن الشهري ولنفترض بأن متوسط الدخل للمواطن السعودي من الطبقة الوسطى من خمسة ألاف إلى سبعة ألاف ريال ولا ينسى الإحتياجات الهامة للمعيشة مثل السلع التجارية سواء كانت هي المواد الغذائية وإيجار المنزل فهل سيتماشى الحال ؟! لا ندري ماهو المخطط لكل وزير في وزارته وكل مسئول في دائرته حول مايخص المواطن وراحته المعيشية كي يستطيع التعايش في مثل هذه الظروف في بلد قد منّ الله عليه بكثير من المزايا من الناحية الإقتصادية والسؤال الحقيقي هنا يقول هل يتم نقل الصورة الحقيقية من المسئولين مثل الوزارء وغيرهم لحكومتنا الرشيدة ومعاناة الكثير من المواطنين لأننا نعلم بأن حكومتنا السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله لأننا نعلم بأنهم لن يتأخروا عن أي أمر فيه مصلحة المواطن والدليل على ذلك الزيادات التي أضافها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المعاشات لكل موظفي الدولة وغيرهم من المتقاعدين ناهيك بأن الأمر شمل حتى من هم على الضمان وغيره ، ولكن هل وصل إليه أمر الغلاء الفاحش الذي لحق بتلك الزيادة بسبب جشع تُجارنا الأعزاء ؟ وهل وصله الأمر حول سيطرة البنوك على ثلث راتب الموظف الذي لا يجد طريقاً لتحسين وضعه غير البنوك وما تبقى من الراتب سيكون بالطبع من نصيب الشركات الأخرى لتسديد الفواتير كالكهرباء والماء والجوال وبعض القطاعات الحكومية لتسديد المخالفات والغرامات وغيرها ، إذن ماذا سيتبقى لهذا المواطن المغلوب على أمره ؟! بكل أسف نحن شعب لا نجيد إيصال همومنا لحكومتنا لأننا في الحقيقة لا نجيد سوى أمرين وأعتقد أنها النفاق متمثلاً في التصفيق وكذلك الخوف متمثلاً في السكوت ونحن ندرك بأن حكومتنا لا تغلق بابها في وجه كل من إتجه إليها سواء بشكوى أو غير ذلك ، ولا أدري مالذي تركنا نقتنع بأن أي نقد أو شكوى ضد المسئولين يعتبر تعدي على حكومتنا وهناك يد تمتد من ملك الإنسانية للصغير والكبير في هذا الوطن ويده التي عُرفت بمحاربة الفساد مثلما حصل في قضية شهداء جده بسبب الفساد الإداري وعدم مراعاة الله في أداء الأمانة الموكلة لهم . من هنا نود التنويه بأننا لسنا جميعاً نشغل منصب الوزير كي نكون معفيين عن دفع رسوم أو فواتير أو أي إلتزامات مادية أو نسكن قصوراً فارهة ولا ندفع إيجارات تكاد تكسر ظهر المواطن بجانب تلك الإلتزامات التي أرهقت الكثير من هذا الشعب المحب لوطنه ، وأعتقد بأنه ليس من الضروري أن نكون شعب يمثل في خطوطه المعيشية الكثير من هم تحت خط الوسطية في الحياة المعيشية بل أن هناك من يعيش على وتحت خط الفقر ، ناهيك عن موظف يشغل منصباً لا بأس به وقد يتعدى راتبه السبعة الاف وتجده لا يملك حتى منزلاً وأحيانا تقطع الكهرباء عن منزله بسبب فاتورة وقد لا يستطيع حتى تلبية إحتياجات ابنائه فما هو السبب ياترى غير ما أرهقه من إلتزامات مادية لم يستطيع مجابهتها ..!! والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بعد ان فقدنا الأمل في وزاراتنا المتمثلة في التجارة وغيرها بالطبع لن نجد غير مجلس الشورى لأننا ندرك دوره الهام والأمانة الموكلة لهم من خادم الحرمين الشريفين لكل مايخص أمر الوطن والموطن وهو سؤالاً ليس بالطويل حتى يصعب فهمه بل سؤال سيكون في مضمونه ومجمله مجرد كلمتين وهي : أين أنتم ؟ خيرات الأمير [email protected]