يبدو أن هُناك حالة من الإستيعاب الفكري الحقيقي في مجتمعنا السعودي لكلمة السعودة في الوظائف طالما أن كلمة السعودة تتردد علينا بإستمرار سواء حينما نقرأها أو نسمعها في مختلف ساحات الإعلام عبر تصريح أو إعلان وندرك بأنها كلمة تعني سعودة الوظائف بكوادر سعودية في جميع المجالات وليس مقصوراً على جهة محددة وخاصة القطاعات الخاصة وخاصة تلك الجهات التي يتم تشغيلها عبر برامج التشغيل كالمستشفيات والشركات الكبرى والمطارات والمؤسسات الخاصة وغير ذلك . دعونا هنا نتحدث بصدق في مسألة البطالة والتي تعتبر بمثابة الهاجس المخيف الذي من أجله تُردد كلمة السعودة من حين إلى آخر ونحن نعلم بأن الكثير من أفراد مجتمعنا مازالوا على دكات الإنتظار لزوال شبح البطالة أو على الأقل أن يلاحظوا تقدم فِعلي وملموس في عملية السعودة ، لأننا هنا لا نناقشها من خلال البحث عن وظيفة من أجل الرزق فحسب بل أن الأمر متعلق بما قد تُنتجه البطالة من الأمور السلبية على هؤلاء الشباب ولا أعتقد أن القارئ هنا يحتاج لإيضاح مثل هذه النتائج لأنها الأبرز في الأمر ، بالرغم أن الشاب السعودي لم تعد طموحاته كما كانت بالقبل فيما يخص طبيعة العمل بل أصبح الوعي الإجتماعي لدينا يوضح بأن أفراد المجتمع سيتقبل العمل مهما كانت طبيعته لأن حاجز العيب في مجتمعنا والذي كان بالفعل يشكل عائقاً في قبول الشاب السعودي ببعض الوظائف قد إنكسر بسبب التوعية الفكرية وكذلك الحاجة التي هي من ثمار البطالة وكان الخيار الوحيد لكثير من الشباب ان يتقدم لأي عمل كانت طبيعته مثل سوق الخضار ومحلات البيع العامة لأنه ادرك بأن الخيار الآخر هو جلوسه في المنزل عاطل عن العمل ولكننا هنا نطمح بأن تفعّل السعودة في كثير من القطاعات لأننا ندرك بان من يعمل في بعض محلات البيع مثلاً أو بوظيفة رجل امن بأحد البنوك عن طريق إحدى الشركات التي تزودهم برجال الأمن لا يستطيعوا مقاومة الحياة المعيشية من خلال تلك الرواتب الرمزية ونحن ندرك بأن تكاليف المعيشة أصبحت ترهق حتى ذوي الدخل الأفضل منهم فما بالك بهؤلاء ممن تتراوح رواتبهم مابين الألفين والثلاثة ألاف ريال سعودي فكيف يستطيع الزواج ومن ثم الصرف على عائلته في المستقبل ؟؟!! قد نكون وصلنا لنسبة أفضل من السابق في السعودة للحد من نسبة البطالة ولكنني أُجزم بأن هناك مهن مازالت مشغولة باليد العاملة الأجنبية ولا ندري مالسبب ؟! وعلى سبيل المثال مهنة المحاسبة والتمريض والسكرتارية ومندوبي المبيعات وغيرها من المهن التي بالفعل تعتقد بعض الإدارات بأنه لا غنى عن الأجنبي للعمل بها مع العلم بأن هناك من أبناء البلد لديهم التخصص نفسه ،وبالنسبة للوظائف المهنية في حال أن المتقدم لا يحمل تخصص بنفس المجال لماذا لايكون لديهم جهة تدريبية لطبيعة العمل لخريجي الثانوية أو حتى الكفاءة المتوسطة التي غابت عن شروط التوظيف من سنين ودون شك بأن الشهادة الثانوية وحتى الجامعية أصبحت تتبع نفس الطريق ، ولكن للأسف لا نرى سوى تكديس للملفات التي تتضمن طلبات التوظيف في شئون الموظفين في تلك القطاعات !! نحن لا نطمح بأن تزول مشكلة البطالة لأننا ندرك بأنها مشكلة عالمية وليست هنا فحسب ولكننا نطمح بأن تكون هناك لجنة تقوم بدور الرقابة على تلك القطاعات والتي لا تتقيد بشأن النسبة والتناسب في التوظيف لديها لأن الأمر وصل ببعض القطاعات إلى أن تسجل اسماء شباب سعوديين وتوظيفهم وهميّاً لديها لأنهم وجدوا ثغرة يستطيعوا من خلالها التلاعب بالأنظمة بخصوص السعودة ولأنه لا يوجد من يقوم بزيارة تلك القطاعات الخاصة مثلاً وتطبيق مايجب بهذا الخصوص على أرض الواقع وخاصة أن تلك القطاعات الخاصة والشركات الكبيرة ربما يكون الراتب الشهري فيها أرحم من رواتب المحلات العامة او الحراسات الأمنية في البنوك مثلاً ، أتدرون لماذا نطمح لذلك ؟ بكل تأكيد لأننا نتحدث عن المواطن لأنه الأرض التي يشمخ فوقها الوطن ،( فهل لنا بذلك يامكتب العمل ) ؟؟!! ،،،،،،،، خيرات الأمير [email protected]