الجميع يعلم بأن الجهات المسئولة قد حددت مسافة كي تبقى خالية من القرى والسكان وذلك من الناحية الأمنية وهذا قرار قد رأت الجهات المعنية والجميع بأنه قرار مهم من الناحية الأمنية وبالتأكيد لن يعود أهالي تلك القرى بل سيكون لهم سكناً خارج تلك الأرض وفي الغالب سيسكن الأغلبية منهم في الوحدات السكنية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين للنازحين من محافظة الحرث ونسأل الله أن يجزيه الخير على هذا العطاء . نعم وبعد أن علمنا بأن هناك قرى سيتم مسحها من الخريطة لذلك الغرض الأمني ولذلك بالطبع سيكون لدينا كم هائل من نزيف السؤال والذي يحتاج إلى ضماد وذلك من خلال إجابة شافية لهذا السؤال وهو عن مصير هؤلاء النازحين ممن سيفقدوا أرضيهم ونحن نعلم بأن الأرض تعتبر جزء مهم جداً من هوية المواطن العربي لأنه يُعرف من خلال التعريف البسيط لتلك الأرض لأنها بمثابة السكن الذي من خلاله يُعرف أصله ورمزاً لمكان قبيلته بل أنها تتعدى ذلك لأن تكون هي بمثابة الهوية له فإذا خرج منها إلى أرض أخرى ليست ملكه ولم يستطيع أن يمتلك أرضاً أخرى فذلك يعني بأنه سيبقى دون هوية ومقراً يُعرف به مستقبلاً وكذلك سيكون نفس الوضع لمن يخلفهم من أفرادهم وعوائلهم . ( قرار خرج ولست مسئولا عن نتائجه ) لا أعتقد بأنه الحل لأن الجهة التي إتخذت مثل هذا القرار مع تقديرنا لهم بالطبع ولأنها تدرك بأن المواطن سيغادر أرضه بموجب هذا القرار وقد يسكن شقة في الوحدات السكنية أو يسكن غيرها بالإيجار وفي الواقع هو لا يملكها بل سيكون ساكناً لها بموجب أمر آخر أو بمجرد عقد سينتهي في تاريخ معين ، ولأننا نعلم بأن الزمن لن يتكفل بهوية ذلك المواطن إلا إذا كان لديه أرضاً بمثابة المعلم والمعرّف له ولقبيلته وهي المكان المثبت بأوراق رسمية ، ولا ندري إذا كان قرار خروجهم وعدم رجوعهم إلى أراضيهم سيتبعه قرار بأن يتم تعويضهم بأرض بدلاً من أرضهم التي غادروها بموجب طلب وأمر من الجهات الرسمية المعنية بهكذا قرار كي تكون الأرض البديلة هي بمثابة هوية لهم من أجل التعريف بهم مستقبلاً ؟! نعم ان نظام وإتباع سياسية تداول الأوراق بين (نحيل لكم) و(نأمل التوجيه( كان هدف مشايخنا الذين شدّوا رحالهم إلى الرياض مرتين وكانوا ولا زاولوا يطمعون بالطبع في مقابلة خادم الحرمين الشريفين من أجل ذلك كي يشرحوا له الكثير مما يعاني منه النازحين من بعض القرارات وخاصة مثل هذا القرار الذي لم يتبعه توضيحاً من الجهات المعنية بما سيكون حال النازحين وخاصة ممن إتضحت لهم الرؤية بأنهم ودعوا أراضهيم التي كانوا لا يملكوا غيرها والتي كانت لهم بمثابة الهوية ، لأن الأمر هذا ليس سهلاً على النازحين وبالفعل أن قرار مسح أراضيهم بمثابة احتضار لمفهوم الهوية القبلية ( الأرض ) والذي كان من المفترض أن يكون قرار تعويضهم بأرض أخرى يسبق قرار مسح أراضهيم وإلى أن يتحقق مانتمناه حول ذلك من حكومة خادم الحرمين الشريفين في تعويض النازحين ممن يملكوا أرضا هناك بأرض أخرى من أجل أن يكون ذلك العطاء من حكومتنا بمثابة تضميد جراحهم وبمثابة المكافأة على وطنيتهم وطاعتهم لحكومتنا وهذا هو ماتعود عليه من خادم الحرمين الشريفين وإهتمامه الواضح بالمواطن ، فكم كنا بالفعل نتمنى من الجهات التي أصدرت مثل هذا القرار أن ترفع للمقام السامي بخصوص تعويضهم أرضاً لتكون لهم رسمياً حتى تكون لهم بمثابة الهوية لهؤلاء النازحين ، وكما من المفترض أن الجهات الرسمية تدرك بأنه من الصعب أن يكون الخيار الوحيد لذلك المواطن هو اقتحام المجهول والقبول بالعيش فيه دون علم بأنهم سيملكوا البديل ، وكذلك تدرك بأن فرض هويتنا بمكان لا نملكه أمراً في غاية الصعوبة ولذلك حل هذه المشكلة لن يكون بدون عطاء من حكومتنا الرشيدة فنتمى الرفع للمقام السامي بذلك كي يتم تعويضهم بأرض أخرى ، فعلى الأقل كلنا ندرك بأنه من المستحيلات التي تواترت وعاش عليها أجيالنا وخاصة في مجتمعنا السعودي ولاتزال أن يعيش المواطن دون هوية الأرض سواء للفرد أو القبيلة .!! ،،،،،،،، خيرات الأمير [email protected]