بعدد أحدى صحفنا المحلية قبل فترة قصيرة تضمن العدد خبرين مؤسفين عن حادثة ضرب من معلمين لطلابهم ففي الخبر الأول تعرض طالب بالصف الثالث المتوسط لكسر وإلتواء في يده من قبل المعلم وذلك جرّاء ركله له ,, وذنب الطالب أنه تحدث مع زميل له أثناء الحصة ! وقد تضمن الخبر صحة الواقعة من قبل مدير التربية والتعليم للبنين بالأحساء أحمد بن محمد بالغنيم . وبالخبر الآخر من سعادة الدكتور عبدالرحمن المديرس يوضح فيه إتخاذ الإجراء النظامي لحادثة ضرب معلم (بالعقال) لطالب ! ففي هذين الخبرين يتضح لنا حرص إدارة التربية والتعليم على التحقيق بأي تجاوزات تحدث من قبل المعلمين لطلابهم وحرصهم على أن تأخذ العدالة مجراها في مثل هذه القضايا التي لايجب السكوت عنها من قبل معلمين من المفترض أن يكونوا مربي أجيال . أصبحت هذه الحوادث التي لاتخلو منها أعداد الصحف اليومية ظاهرة مؤسفة من قبل مربي الأجيال إلى أن وصلت للعنف وتفريغ شحنات الغضب من قبل المعلمين على أجساد الطلبة والتي حتى طلاب الإبتدائية لم يسلموا منها . لانختلف على أن الثواب والعقاب للطالب قد يكون في بعض الأحيان وسيلة أو ضرورة للتأديب ولكن ليس أن تصل الحدود إلى اللجوء للعنف و (فرد العضلات) . فهل هذه هي الطرق التربوية لمعالجة مثل هذه التصرفات ؟! يعتبر بعض المعلمين مهنتهم التربوية تتيح لهم التصرف بما يشاءون حتى إن وصل بهم الأمر إلى ضرب الطلاب تحت حجة التأديب والعقاب ! إحترام الطالب للمعلم لايكن بالعنف إنما الإحترام يكن قائم عن طريق المحبة والثقة بين الطالب والمعلم فالنفوس مجبولة على من يحسن إليها لا إلى من يسئ إليها ويضربها , فالضرب هو أدنى الوسائل التربوية المتخذة . بالرغم من وجود القوانين لظاهرة العنف والضرب بالمدارس إلا أن عدم تطبيق القوانين والخوف منها هو مايجعل مسلسل ضرب الطلاب من قبل المعلمين مستمرا وقد يظن بعض المعلمين أن عنفهم أو مكانتهم كمعلمين قد تمنع الطالب من محاولة الشكوى بحقه إما خوفا من العقاب أو لظن بعض المعلمين أن الحق سيكن حليفه لظنه أن ضربه لم يكن إلا ذريعة بمحاولة تأديب وإحكام السيطرة على الطالب وإستخدامه هذا كمبرر لفعلته . لاننكر دور وزارة التربية والتعليم للتصدي لهذه الظاهرة بالتحقيق في أي واقعة ضرب تحصل وإتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخطئ وهذا مالمسناه من تحرك المسؤولين بما حدث في ماقرأناه بخبر حادثتا الضرب المنشورة بعدد 13450 وهذا يؤكد حرص وزارة التربيه والتعليم على تطبيق الجزاء والعقوبة بمثل هذه القضايا لمن يخالف القوانين والتعليمات الموجهة للمعلمين ولكن رغم ذلك تجاوزات المعلمين مازالت مستمرة بالرغم من ماتتخذه وزارة التربية والتعليم من عقاب بحق المعلم إذا أتضحت صحة الواقعة . فمازال بعض المعلمين مستهترين بالأنظمة والقوانين ومستمرين بالسير على هذا الاسلوب التربوي ( العنفي والمتوحش ) . أن العلاقة بين المعلم والطالب يجب أن تنحو منحى الود والتفاهم والتقيد بالأخلاق الحسنة التي يوصينا بها ديننا الحنيف فعندما يكن المعلم مؤهل نفسه مسبقا علميا وثقافيا وتربويا تنشأ علاقة الإحترام المتبادلة بينه وبين الطلاب فهذه من أبسط وأنجح الأساليب والوسائل للحد من إنتشار هذه الظاهرة .