تعاني المطلقة في مجتمعاتنا العربية من نظرات الشك والريبة وعدم الثقة , لأنها أصبحت وصمة عار في جبين أسرتها وأقاربها حتى لو لم تكن السبب في طلاقها .تقول إحدى المطلقات كنت اعتقد أن طلاقي من زوجي سيكون لي المخرج من معاناتي معه , إلا أنني تفاجأن أن أول من يزيد من همي هم أهلي وأقاربي أعيش كالغريبة بينهم حتى صديقاتي تخلين عني بسبب خوفهن مني على أزواجهن ! أعيش بآلام الماضي , وقسوة الحاضر , وفي حال لا يعلمها إلا الله سئمت من النظرات المريبة ومن القيل والقال في مجتمع لا يرحم , كل حركة محسوبة وكل كلمة انطقها لها ألف تأويل وعيون ترقبني من كل صوب , وجدت صعوبة بالغة في التكيف مع الوضع الجديد فلا أم بعطفها تحتويني ولا أب بشهامته ورجولته يحميني حتى الأخوة لم يبقى لي منهم سوى ما كتب في بطاقة الهوية. تدهورت حالتي الصحية فقدت الأمل بالجميع ولكن أملي بالله لم ولن ينقطع أبدا فهو خالقي ولن يضيعني فيا الهي اللهم إليك اشكوا ضعفي حالتي وهواني عليهم لقد تقطعت بي السبل ولم يبقى لي سواك ناصرا ومعينا , ارحم امرأة كسيرة وأطفال رضع ليس لهم سواك خالقي . هذه حال كثير من أخواتنا المطلقات في مجتمعاتنا , حتى إن إحداهن تقول أتمنى العودة لزوجي رغم قسوة الحياة معه إلا أنه سيكون ارحم من أهلي وأقاربي والمجتمع . من هذا المنبر نداء إلى معالي وزير الشئون الاجتماعية يحفظه الله أخاطب فيك دينك ووطنيتك وشهامتك , عندما ألقيت القسم أمام ولاة الأمر حفظهم الله , حملت على عاتقك أمانة عظيمة نسأل الله أن يعينكم على حملها , وأجزم أنكم أهل لها لما عرف عنكم من حب لأعمال البر والخير. أقول إن وضع المطلقات والأرامل في مجتمعنا يحتاج منا لوقفة جادة أملهن بالله ثم في مسئولي الوزارة وانتم على رأسهم أن تعطي هذا الأمر شيئا من اهتماماتك , وذلك بإنشاء مركز يعنى بالمطلقات والأرامل يستقطب له متخصصين ومتخصصات في الجوانب النفسية والاجتماعية والأسرية مهمتهم دراسة حالات الطلاق ومحاولة التوفيق بين الزوجين لإعادتهما لبعضهما البعض , وتذليل كافة الصعوبات التي تحول دون ذلك إضافة لوضع برنامج تأهيلي للمطلقة والأرملة نفسيا واجتماعيا للتعايش مع المجتمع في ظل ظروفها الجديدة , وان الطلاق كان وسيلة لإنهاء حياة زوجية شاء الله أن تكون غير موفقة , هذا من الجانب النفسي والاجتماعي , أما الجوانب المادية فإن المبلغ الشهري الذي يصرف من قبل الضمان الاجتماعي لا يفي بمتطلبات الحياة الضرورية , لذا يجب زيادته حتى تعيش المطلقة وأبناءها حياة كريمة تغنيها عن مذلة السؤال والحاجة للآخرين . معالي الوزير .. نعلم أن بين يديك الكثير من الملفات لم تنجز بعد وأعلم أن لديكم أعمال قد تكون أهم من المطلقات والأرامل لكن التقارير التي ترصدها الوزارة تشير إلا أن نسبة المطلقات والأرامل تزيد من سنة إلى أخرى , وهذا مؤشر خطير جدا سيؤثر سلبيا على تركيبة المجتمع . أملي كبير جدا في معاليكم أن تعطوا هذه القضية اهتمامكم , ولا زال هناك متسع من الوقت لتضعوا بصمة خير يذكرها لكم التاريخ تتحدث بها الأجيال القادمة , وقبل ذلك تكون لك ذخرا يوم القيامة تأتيكم بحسنات كالجبال أحوج ما تكونون لها في ذلك اليوم .. علي بن محمد العليان / الخبر