ما زالت أحلام الفتيات بفتى الأحلام الذي يركب الحصان الأبيض ويخطف إحداهن عليه تداعبهن، حتى يقعن في فخ كبير تكتشف في النهاية أنها ضحية البراءة في الأحلام ورسم صورة ملائكية عن الزوج والزواج، تكتب بها كلمة (حب) باللون الوردي ثم تفيق على الحياة السوداوية التي تغلق في وجهها بصيص الأمل على كلمة «مطلقة» تظل تحملها في عباءتها في كل مكان وسرعان ما تتلاشى معها كل معاني الحب. «صحف» التقت عدداً من المطلقات وتحدثن عن معاناتهن بكل صدق. نذالة في البداية تحدثت رنا التي لم يمر على زواجها أقل من 8 أشهر ووجدت نفسها تحمل لقب «مطلقة» قائلة: مرض الشك هو المرض الذي فتك بحياتي مع زوج كان متزوجا قبلي، بعد زواجي منه وصل إلى حد استحالة العيش معه، ورغم تلك المعاناة رزقني الله منه طفلة كانت عبئاً إضافيا في تلك الحياة غير المستقرة وانتهى بي المطاف إلى الطلاق لتبدأ معاناة جديدة هي رفضه تسجيل ابنته في الأحوال، لتبدأ معاناتي في المحاكم وما تزال المشكلة قائمة في المحاكم من أجل الاعتراف بابنته التي لم يرها. بخل شاركتها المعاناة حصة قائلة: طلقني زوجي بعد رحلة عذاب معه استمرت عاما كان همه الأكبر هو الحصول على راتبي فقد قبلته في ظروف صعبة بالأساس كوني بلغت من الكبر عتيا وكان هو مطلقا بعد 3 زيجات قبلي، نصحني الكثيرون بعدم قبوله لأنه غير سوي لكني فضلت أن أخوض التجربة لعلي أرزق منه بطفل يكون سندي في الحياة، ولكن طمعه في راتبي جعلني أفضل الطلاق على تلك الحياة المريرة المادية فلقد خرجت من هذه التجربة بالمثل القائل «لم أطل عنب الشام ولا بلح اليمن». خسة وروت دلال قصة طلاقها من ابن عمتها، قالت: تزوجت ابن عمتي بعد قصة حب كبير احترقت بعد أشهر من الزواج في ظل معاملته السيئة لي رغم إنجابي طفلين كل ذنبهما أن ذلك الرجل هو أبوهما، ولا أتوقع أن يمحى من ذاكرتهما المشهد الأخير في حياتنا عن أبيهما، حيث أثار مشكلة كبيرة كعادته وتعدى علي بالضرب كالعادة ثم طردني بملابس النوم مع أبنائي خارج المنزل بعد منتصف الليل، الأمر الذي أثار غضب والدي حيث رفض استقبال ابنايّ معي وأنا أعيش الآن في حالة سيئة جدا وكل ما يشغل بالي هم التفكير في ابنايّ فقد مر 3 أعوام ولم أرهما. تفريط أم سعود أم لثلاث فتيات مطلقات تقول: لامني الكثير أنني أنا من جعلت من بناتي مرفهات لعدم إشراكهن في الأعمال المنزلية، ما أدى إلى فشل حياتهن الزوجية في السنوات الأولى، ما شكل ازدواجية مع عدم تحمل الشباب للمسؤولية والقدرة على أداء الحياة الزوجية. ظلم أما مزنة فتقول: بعد زواج انتقلت معه إلى الإقامة في المدينة التي يعمل بها والتي تبعد عن أهلي، وأقمت معه في بيت أهله وفشلت في الاستقلال بعيداً عنهم خصوصاً بعد تدخل أهله غير الطبيعي في حياتي ثم حرمانه إياي من زيارة أهلي فكان لا بد من الطلاق كحل لتلك المشاكل. حقارة وتحدثت المعلمة أمل عن مأساتها قائلة: جعل حياتي كابوسا لم أكن أتخيل أنني سأفيق منه فهو سيئ العشرة إلى أقصى حد لذلك عندما تم الطلاق لم أشعر بنفسي إلا وأنا أرتب لحفل كبير دعيت فيه كل أقاربي وصديقاتي للاحتفال بالانفصال المنشود. اندفاع وفي السياق ذاته شاركتنا أم معاذ بكالوريوس علم نفس، ونصحت كل فتاة أن تكون جادة عند اختيارها شريك حياتها حتى لا تبوء حياتها بالفشل ولا تحاول أن تجري وراء أحلام مدهونة بالشمع إذا تعرضت لمشاكل زوجية تذوب وتتلاشى «وأنصح أيضاً كل شاب أن يكون على قدر المسؤولية» ، فبناء أسرة ليس شوطاً في مباراة يتمتع به تارة ثم يلقي به في دياجير الظلام. وتحمل أم معاذ مشكلة مجتمعنا وإعلامنا أيضاً أنهم ساعدوا بصورة كبيرة في إفشال الحياة الزوجية وتبعاً لذلك شوهوا صورة المطلقة على أنها فريسة سهلة في المجتمع فضاعت حقوق المظلومات من المطلقات وتمادت المرفهات عديمات المسؤولية. آخر الزمان تتعجب أسمهان من هذا الزمن الذي انقلب فيه الحال، كان قديما الحفلات لإعلان الزواج باتت في هذا الزمن لإعلان الطلاق فأنا أعرف الكثير من النماذج بعد أن تطلقن قاموا بعمل حفل أنفقوا عليه بإسراف حتى تقوم بعمل حفلة طلاقها ولا أتوقع أن تكون هذه الشخصية سوية فلو أنها سوية ما كانت تحتفل كل هذا الاحتفال. نقلاً عن صحف