تعجب كثيراً منا , من تلك المواطنة السعودية التي رفعت دعوى ضد أحد الفنادق \"خمس النجوم\" اثر تعرضها لهجمات وضربات قارصة من قبل بعوض شرس أثناء إقامتها في الفندق وفي حينها عرض الفندق على المواطنة تعويضها بالإقامة في جناح بدلا من غرفتها، شريطة تنازلها عن الشكوى، رفضت المواطنة العرض، ووكلت محاميا للترافع عنها أمام القضاء، نظير الآلام الجسدية والنفسية التي لحقتها جراء تلك اللسعات،إلا أن المحكمة العامة في محافظة جدة، رفضت النظر في الأمر، واستندت المحكمة في رفضها للدعوى إلى المبالغة في قيمة التعويض التي طلبها المحامي والمقدرة بخمسة ملايين ريال، الأمر الذي قالت المحكمة إنه ((خيالي)) ألا تدرك المحكمة مدى الأضرار والتشوهات الذي لحق \"بجلد الفتاة\" ، ومدى تعرض الفتاة للانهيارات النفسية واضطرابات فسيولوجية ، ومدى انخفاض نسبة الدم وتعرضها\"لمرض مزمن \"! من المسئول لو حاولت تلك الفتاة الانتحار؟أين هي أمانة جدة من ذلك البعوض الذي عطل قضايا المحاكم وأشغل الرأي العام وكتاب الصحف ، لماذا لا تحذوا أمانة جدة حذوا أمانة جازان التي قدمت مشروعا يعد الفريد من نوعه على مستوى العالم لملاحقة البعوض عبر (الأقمار الاصطناعية) في تحديد مواقع تجمعها والقضاء عليها عبر إرسال فرق مكافحة تكافح بمبيدات فاسدة؟ وخصصت لهذا المشروع مبلغ ضخم قدرة عشرين مليون ريال. هب أن القاضي رأى مرأى مغايراً لما رآه مسبقا و قضى لصالح تلك الفتاة وألزم الفندق بالتعويض؟!يا ترى كم من الملايين ستضخ في حساب كل مواطن \"مقروص\" جرى كل قرصه في الثانية ،كم الأمواج البشرية ستتدفق أمام محاكمنا مطالبةً \"بتعويض قرص بعوض\" كم من المحاكم ستخصصها وزارة العدل للفصل في هذه القضية ، كم من القضايا ستؤجل لأجل غير مسمى لحين الانتهاء من تعويضات المقروصين ، كم ستدفع البلديات تعويضات مقابل مبيداتها التي لا تزيد البعوض إلا تكاثرا وقوة ونشاط ‘ وكم ، وكم ، وكم تبخرت أمال تلك الفتاة الحالمة وتبخر معها أمال المقروصين.