اعجبتني شجاعة المرأة التي (لسعتها) بعوضة جداوية فاشتكت للمحكمة العامة في جدة تطالب بتعويض كبير (مليون ريال) من اصحاب الفندق الشهير الذي وقعت فيه الحادثة مسجلة بذلك أول وأطرف شكوى من نوعها في تاريخ البعوض، والفنادق.. وبصرف النظر عن نجاح المرأة في شكواها، وبصرف النظر عن المبلغ الكبير في التعويض.. وبصرف النظر عن مسألة تخصص المحاكم في هذا النوع من الشكاوى فان المرأة - مشكورة - قد نجحت في فتح باب كان مُغلقاً، أو موصداً لكل من واجه أذى بعوضة، أو مجموعة من البعوض في مدينة جدة فهذه الملاريا ينقلها لنا البعوض، وهذه (حمّى الضنك) يقدمها البعوض هدية لسكان العروس من مطلع الألفية الثالثة، وحتى الآن، وهو بعوض ربما كان مختلفاً عن بعوض الفنادق الراقية حيث كانت شكوى المرأة من (بعوضة الفندق) أحدثت تشوهات في الوجه، بينما بعوض السكان يحدث (الوفاة) وغيرها ومع ذلك تظل شكوى السكان مُنحصرة في مطالبتهم بمكافحة البعوض (الذي يأبى أن يتوقف عن الأذى طالما أن مصادر نمائه وانتشاره تُعينه على ذلك)..؟ وإذا كان ما نُشر على لسان المحامي بأن التعويض على قدر الضرر، وان الفندق المتهم تبرع بعلاج تشوهات وجه السيدة المشتكية فإن سكان العروس لا يُريدون أكثر من (أن يكون التعويض على قدر الضرر) فأي بعوضة تلسعهم، وتحدث احمراراً وانتفاخاً بالوجه، أو الأطراف تصرف لهم أمانة مدينتهم فاتورة العلاج كاملة حتى يشفوا من حالاتهم، وتُخصم ذلك من بند النظافة، أو بند مشروعات الصرف الصحي، أو أي بند تراه مناسباً.. وتظل (بعوضة الفندق) التي اعتدت على وجه المرأة، وشوهت ملامحه، تظل قصة هذه البعوضة هي حديث سكان العروس لأنها حصلت على شهرة لم يحصل كثير من البعوض على نصفها، أو ربعها رغم ان أذاها، وضررها، وخطرها يفوق ما أحدثته (البعوضة الفندقية) في وجه المرأة فهل تكون هذه البعوضة مدخلاً لمحاسبة بقية البعوض الذي يسرح، ويمرح، ومدخلاً لمطالب التعويض من الذين يطالهم البعوض في أماكن من مستوى خمس نجوم، أو أماكن من مستوى شعبي تكون اصاباته من مستوى الملاريا، وحمّى الضنك باعتبار ان (البعوض عموماً) هو الناقل الرسمي لجميع الأمراض الخطيرة كما يؤكد ذلك رجال الصحة (الذين يجب أن يدخلوا طرفاً رئيسياً في قضية شكوى المرأة من البعوضة الفندقية)..!