لا أدري كيف استطاع الأستاذ سعد سعيد الرفاعي أن يتوصل إلى استنتاجه بأن التصور الذهني الإيجابي عن النخب من أبناء منطقة جازان «يتلاشى بمجرد أن تطأ قدماك أرضها، ويتحول الأمل إلى ألم، والتفاؤل إلى تساؤل، والتساؤل إلى حيرة كبيرة يدفعك إليها الافتراق بين حال الأبناء وحال المدينة الأم، لتبدأ التساؤلات المحيرة: لماذا لم تنعكس ثقافة أبنائها على واقعها وتنميتها».. هكذا كتب الأستاذ سعد في صحيفة المدينة يوم السبت الماضي (20 فبراير ) تحت عنوان: (أمل جا.. زان) متسائلا إلى أي مدى استفادت منطقة جازان من أبنائها المثقفين والكتاب وأساتذة الجامعات الذين انطلقوا منها، وكيف يمكن لهم الإسهام والمشاركة في تنميتها، متمنيا على هذه النخب تكوين رابطة أو مجلس لأبناء المنطقة ممن هم خارجها تكون مهمتهم العمل الجاد في تنمية وتطوير المنطقة، لا سيما مع وجود أمير منحاز للتنمية وحريص على مصالح أبنائها.. ونحن إذ نشكر الأستاذ سعد على إطرائه وإشادته بالمنطقة وأهلها، إلا أننا نؤكد له أن معلومات أساسية مهمة كان يجب عليه معرفتها والتأكد منها قبل أن يصرح باستنتاجه المتشائم عن الانفصام أو الانفصال بين المنطقة ومن ذكرهم من أبنائها. كان عليه إذا كان حريصا بالفعل أن يسأل ويتقصى قبل أن يلقي بهذا الاتهام الموشى بالحرص على المنطقة، الذي لا تسنده الحقيقة التي كان بإمكانه معرفتها من أمير المنطقة شخصيا حين حضر مجلسه، لأنه الأكثر معرفة بما يحدث والأكثر إنصافا لمن يساهم بأي دور في تطوير المنطقة.. وطالما لم يهتم الأستاذ سعد بذلك، فنرجوه أن يعرف بعض الحقائق لعلها تزيل تشاؤمه واكتئابه وانطباعه السلبي عن الشرائح التي ذكرها واتهمها بالتقصير أو التنكر.. فور إعلان النبأ السار بتعيين الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أميرا للمنطقة بادر جمع كبير من أبناء المنطقة في كل التخصصات، داخلها وخارجها، بالاجتماع بسموه في منزله بالرياض، مقدمين استعدادهم الصادق للمشاركة بكل ما يستطيعونه في تنمية المنطقة وتطويرها، وقد كان لهذه المبادرة تقدير كبير لدى سموه، جعله يحرص على أن يكون اجتماعه بهم متكررا في كل مناسبة متاحة، إلى أن أصبح لهذا اللقاء موعد سنوي تنظمه لجنة يشرف عليها سموه شخصيا.. وقد قدمت لسموه أفكار واقتراحات متخصصة في معظم مجالات التنمية تمت ترجمة الكثير منها إلى مشاريع تحقق بعضها والبعض الآخر في طريقه إلى النور إن شاء الله.. هكذا تمت الأمور ببساطة وعفوية وصدق دون الحاجة إلى تأسيس «رابطة»، كما يفعل المغتربون في غير أوطانهم، ودون الحاجة إلى دعاية أو تلميع ذاتي.. مسيرة التنمية مستمرة يا أستاذ سعد بإشراف ولاة الأمر ورعايتهم وبمتابعة لصيقة ودائمة من أمير لم يجعل بيننا وبينه حواجز، يشارك فيها الجميع بهدوء وبعيدا عن الصخب.. [email protected]