** الواسطة ذلك الداء المدمر وتلك الدواء الشافية فعندما تريد أن تبحث لك عن عمل ما لابد وأن تبحث قبلها عن واسطة وعندما تريد أن تنجز لك مهمة أو معاملة ما في آي دائرة لابد وأن تحمل معك قبلها واسطة وإلا فإنك تذق الأمرين وتتنقل من جهة إلي أخرى لكي تنجز معاملتك وتهدر في ذلك العمل الوقت والجهد وأنت تبحث لك عن مخرج ومنفذ تنهي به ما بدأت ولكنك في حالة حمل الواسطة معك فإنك تنتهي في أقل الوقت والجهد وتخرج وأنت مبتسماً تكاد أن تحلق في الفضاء لأنك وجدت من سهل لك مهمتك وأنجز لك عملك فكم أنت مكرمة ومحبوبة أيتها الواسطة لأنك الفيتامين الذي لا يستغن عنه الجسم من أجل الاستمرار والحياة فلولاكِ لم تنته المعاملات ولولاكِ لقمنا برحلة الشتاء والصيف بين دائرة وأخرى لنا فيها مراجعة وعمل فلك كل تقدير ومحبة إلي أن يظهر داء أخر أقوي منك يستلم المهمة بعدك وتنهاري كما انهارت الدول العظمى وتمزقت فإلي أن يأتي ذلك اليوم ليس لنا غير الدعاء لك أو الدعاء عليك ليرحمنا الله من مفعولك السحري الذي يحول معدن الحديد إلي ذهب ويحيل الظلمة إلي نور فأنت لنا أصبحت مثل (الهوى والماء والطعام ) ليس لك أو لنا غني عنك نجري نحن ورائك ونقدم لك فروض الطاعة والولاء ونتملقك حتى نحصل منك علي كل ما نريد ونلغي قدراتنا وذواتنا أمام قدرتك وسلطتك ويدك الطولى في عمل المعجزات فأصبنا بالبلادة والكسل وتنازلنا عن قدراتنا وما تصنعه أيدينا في سبيل الحصول علي أسهل السبل وأقصرها لإنجاز أعمالنا ومهمتنا وإلا ما علينا سواء العيش علي هامش الحياة دون واسطة والذي يبدو لنا اليوم أنه حتى هامش الحياة يحتاج منا إلي واسطة لكي نجد لنا مكاناً نركن إليه .ففقدنا بسببك عصاميتنا التي كنا نتغني بها في شعرنا القديم حينما قلنا فيه ليس الفتي من قال كان أبي إنما الفتي من قال ها أنا ذا فتحية تقدير وإعجاب وامتنان منا لك يا واسطتنا العزيزة