( نعم ) أم ( لا ) ......... هل عندك واسطة ؟ حين تكون الإجابة بنعم فأنك قد تكون محظوظ في مجتمع مثل مجتمعنا يعتمد بشكل كبير على ( الواو ) . فأنه بمجرد وجود وظيفة شاغرة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص ستكون أول من يعلم عن تلك الوظيفة ، ما عليك سوى التفكير هل الوظيفة تتناسب معك أم لا ! ولو أتفرضنا أن تلك الوظيفة التي أعلن عنها في ذلك الموقع أو الصحيفة أعجبتك ، لا تحتاج سوى رفع جهاز التليفون والاتصال على ذلك المسؤل عن تلك الوظيفة ومن ثم تجمع شهاداتك التي قد تكون أقل من الثانوية أو الثانوية ، وقبل أو بعد فتح التقديم على الوظيفة ، ستقابل ذلك المسؤل ، مما لا شك فيه أن المسؤل سيقابلك ببشاشة ومزيد من الابتسامات بينكم ، ويعتمد تلك الوظيفة لك ، ويطلب منك المباشرة بدأً من الأسبوع القادم ، انتهت تلك الوظيفة التي أعلن عنها نهاية دراماتيكية حيث أخذها من يستحق ليس بشهاداته أو خبراته ولكن لقربه من ذلك المسؤل . أما أذا كانت الإجابة ب لا وهم الغالبية فما عليك سوى متابعه إعلانات الوظائف بشكل يومي في الصحف والمواقع الالكترونية ، وحين تلمح عينك وظيفة ما ، فأنك سوف تجهز نفسك للتقديم على تلك الوظيفة قبل موعدها بأيام ، وتضع شهاداتك في ذلك الملف الذي بقدر ما يحمل شهاداتك يحمل كثير من همومك وأحزانك ، وما أن يحين يوم التسجيل للوظيفة ، فأنك ستستيقظ في الصباح الباكر وتجمع شهاداتك وخبراتك وتذهب للوظيفة المعلن عنها لتقدم عليها وقد ترى في نفسك انك مؤهل لها ، ستجد أمامك المئات بل الألف ينتظرون فتح الأبواب للتقديم على تلك الوظيفة ، بالتأكيد سيدخل إلى نفسك الشك أنك لن تستطيع الحصول على الوظيفة لأنك ترى أعداد كبيرة من المتقدمين عليها . كل العناء والوظيفة قد باشر عليها موظف ، وبعدها تلك الجهة تعلن إن المتقدمين على الوظيفة التي أعلن عنها من خمسه الألف إلى عشرة الألف متقدم ويفتخروا بنشر الإحصائية ولم يخجل من توظيف من لا يستحقها وأيضا لم يخجلوا من قتل طموح الشباب وإبداعاتهم ممن يملكون الشهادات والخبرات التي لو وضعوا فيها قد تحقق لهم نجاح في دائرتهم ولكنهم نظر لمصلحتهم ولم ينظروا لمصلحة الوطن بالكامل . لو فندنا السؤال المطروح في العنوان لوجدناه أكثر سؤال مطروح في مجتمعنا خصوصا ، هل عندك واسطة ؟ هو سؤال دارج على كل لسان الصغير والكبير، وأصبحنا لا ننهي معاملتنا إلا بالواسطة ، لماذا لأننا لا نحب النظام لماذا نحب أن نقفز على الأنظمة ونتحايل عليها ؟ الجواب لأن الأنظمة هشة والكثير جاهل بالأنظمة . لماذا الموظف لا يقوم بدوره ويستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه ؟ هل هو يستلم راتبه فقط لإنهاء معاملات من عنده واسطة ؟ إذا هي ثقافة سائدة في المجتمع لا يمكن فك شفراتها إلا من خلال تعليم النشأ المبادئ السوية والصحيحة ، وتحويل المؤسسات الحكومية كالقطاع الخاص تعتمد على الأنتاجيه متى ما كانت إنتاجيه الموظف عاليه متى ما كان أجره أعلى،وأيضا التسريع بالحكومة الإلكترونية ، وإلا لن نحل هذه المعظله وسندور في دائرة مفرغه لان السؤال المطروح أنفا سيظل قائما إلى أن يتغير الفكر . الواسطة موضوع مستهلك والكثير من النقاد دقوا أقلامهم على وترة وقد يكون القارئ تملل من الموضوع لكن انا هنا طرحتة لما يمثل من أهمية قصوى ويدخل في حياتنا اليومية ويلامس شريحة كبيرة ولها تأثير أمني وإجتماعي . همسه : مادام هناك واسطة فهناك فساد ( أداري – مالي ) وهما وجهان لعمله واحده لا يفترقا إلا إذا قطع احدهما عن الأخر فحين إذا قد يندثر الأخر مع الزمن .