جازان مدينة من مدن بلادي الحبيبة ، تلك المدينة الهادئة على ساحل البحر الأحمر والتي تتميز بأهلها الطيبين ، وكم من مرة حاولت السفر لزيارة تلك الديار ، ولكن تحول بيني وبينها الظروف ،وكانت آخر المحاولات قبل أسبوعين من كتابة هذه الكلمات ، وقد علقتها منذ سمعت ثناء شيخنا سماحة الشيخ العلامة شيخ الحنابلة عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل عليها وعلى أهلها فقد تولى القضاء فيها سنوات طويلة ،وقد حدثني على أبي عريش وصامطة ، وفرسان ، وحدثني عن سواحلها الجميلة ، ووادي لجب الخلاب وغير ذلك ، وما زال شيخنا يزورها ويأنس بها ويقرب أهلها . ولي في ربوع جازان إخوة فضلاء طالما رحبوا بكل عزمة عزمتها على زيارة ربوع جازان الطيبة وما ذاك إلا لكرم المنبت وحسن الأصل ، وحُدثوني عن طلاب علم نجباء وعلماء أفذاذ ، وأدباء نوابغ فحق لجازان كل الفخر. وفي هذه الأيام اغتيلت فرحة أطفال جازان بسبب الهجوم الغادر من حثالة منحرفة قد تشربت العقيدة الثورية الرافضية الخمينية ، حثالة قد عشقت الدم والقتل والدمار ، وما هي إلا أداة في يد الدولة الاستعمارية المجوسية الصفوية ، حثالة لا تعبأ بخدمة دين أو بلد . وكم سرني موقف بعض القبائل والتي ربما كان الحثوين يعقدون عليهم الآمال لتقارب في الفكر فكان موقفهم مشرف حاسم ينضح بحب البلاد ويؤكد على تماسك الشعب ، رأيت تلك المواقف فسرتني وهي بخلاف موقف الخونة الظلمة من تنظيم القاعدة ممن خان أمته ودينه بدعوى اتفاق المصالح ، وما يهرطقون به من خزعبلات فارغة لا تنم إلا عن حقد وجهل . وخونة آخرين من أصحاب العمائم البيضاء والقلوب السوداء والمواقف الصفراء ممن تتلمذ على يد بدر الدين الحوثي فتوافقا على الثورة والخيانة والغدر فكانوا وما زالوا يدعمون سرا ، ولهم أغراض وأطماع خيبهم الله ، ومن دخل مواقعهم رأى حقدهم وغدرهم وخيانتهم . وإن حب الإنسان لبلده التي ينتمي لها لا يتعارض اللبتة مع حبه لأمته العظمية ، تلك الأمة الشامخة ، والأصل أن المؤمن يحب أخاه المؤمن أينما كان .. فأينما ذكر اسم الله في بلدٍ*عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني وإذا كان الذاكر لله مؤمنا عربيا زاد حبي له لأننا ننتمي للغة واحدة وأفكارنا في الجملة متقاربة ، فالبلاد العربية أقرب لقلب العربي من غيرها بلادُ العُربِ أوطاني *منَ الشّامِ لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يَمَنٍ *إلى مِصرَ فتطوانِ وهذه المعاني ظاهرة جدا فقد سالت دموعنا يوم زلزلت أرض أفغانستان ، وبكينا دما على العراق ، واليوم تكاد أرواحنا تسيل على جازان الحبيبة . وأنا واثق أن كل من سمع بأحداث جازان صاح لبيك جازان ، ولو استنفر الشعب كله للدفاع أن أراضي جازان لنفروا رغبة وحبا. عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي الدمام : 20/11/1430ه