قوبلت عملية الذبح للمواشي بمسالخ منطقة حائل باستياء عدد من المواطنين، الذين يرون فيها مخالفة صريحة لما تنص عليه الشريعة الإسلامية والأنظمة المعمول بها في تنظيم إجراءات وآليات العمل بالمسالخ البلدية، ويكمن اعتراضهم في طريقة الذبح للماشية التي تتم أمام بقية المواشي دون مراعاة لأثر تلك الطريقة على بقية المواشي. ويرى محمد فهيد السحيمان، أحد المواطنين بحائل، أن تلك الطريقة في الذبح تؤدي إلى هيجان المواشي التي تنظر للماشية المذبوحة أمامها، دون مراعاة لإيجاد ساتر يفصل بين المواشي الحية والجاري ذبحها، موضحا أن ذلك الهيجان يصيب بقية المواشي نتيجة للرعب من منظر الدم المتطاير من الماشية المذبوحة. وقد نادت الشريعة الإسلامية، من خلال عدد من النصوص الشرعية، بضرورة الإحسان في الذبح للماشية؛ حيث إن الكثير من النداء في الحديث الشريف يدعو إلى الإحسان في كل شيء، وحتى في الذبح، ومن الإحسان أن تريح الذبيحة لكي لا يشعر الحيوان بالخوف أو الألم أو المعاناة قبل الموت، بل يسرع في إتمام ذبحه قدر المستطاع، وتأتي عملية الإحسان بالذبح في إطار إراحة الحيوان وعدم جعله يرى السكين أو يرى الدم أو يرى حيوانا آخر يُذبح أمام عينيه، ويدعو الهدي النبوي إلى أن يتم إطعامه قبل الذبح وإشرابه وحسن التعامل معه. كان المواطن محمد فهيد قد أكد في حديثه ل«الشرق الأوسط» أنه عمد إلى تقديم عدد من المطالبات للجهات المسؤولة، ومنها وزارة الشؤون البلدية والقروية لتغيير طريقة الذبح في مسالخ حائل، بحيث تكون أكثر رحمة للماشية، والعمل على إيجاد عازل بين مواقع الذبح كما هو معمول به في مسالخ المشاعر المقدسة. وتنص الأنظمة المعمول بها في تنظيم عمليات المسالخ والذبح بالبلاد على أنه يجب فصل منطقة الذبح عن بقية صالة المسلخ بفاصل من المباني المكسوة بالقيشاني بارتفاع لا يقل عن 1.2 متر لحجز الحيوانات الحية عن المذبوحات خوفا من هيجانها، خاصة الكبيرة منها، يأتي ذلك في إطار ما يسمى ضوابط وزارة الشؤون البلدية والقروية الفنية للمسالخ الأهلية واللائحة التنفيذية لفحص اللحوم، المنشورة على موقع الوزارة على شبكة الإنترنت. وذكر محمد الفهيد أن ما قاده لذلك حضوره عملية ذبح لحاشي بمسلخ حائل، وقبل أن يذبح تم نحر حاشي آخر أمامه، مما جعل الحاشي الحي يظهر تململه وكأنه يبحث له عن مهرب، ويؤكد الفهيد أن ذلك الحاشي أثار نفسيات عدد من المواطنين الموجودين داخل المسلخ بعد أن شاهدوا الحاشي يذرف الدمع. وهنا يؤكد الفهيد أنه من ذلك المشهد عزمت على المطالبة برحمة البهائم عند الذبح، مشيرا إلى سؤاله لرجال الدين بالسعودية عن جواز ذلك، والذين أفتوه بعدم جوازه، مؤكدين ضرورة عزل البهائم عند الذبح، تجنبا لعدم موت تلك البهائم قبل ذبحها من شدة الخوف. وشدد محمد السحيمان على أن عملية الذبح المعمول بها بمسلخ منطقة حائل حاليا أشبه بعمليات الانتقام، مؤكدا أن هناك إجماعا على عدم جواز ذلك بحسب الشريعة والأنظمة البلدية، ولمح إلى أنه لا بد من تعديل منطقة الذبح في المسالخ، وفصلها عن منطقة انتظار البهائم الأخرى للذبح، بحيث لا ترى عملية الذبح وتكون بعيدة عن هذا المنظر. وثبت علميا أن هرمونات الخوف (الأدرينالين) تسيء لطعم اللحوم ولقوامها بعد ذبح الحيوان، ولكن إن تمت إراحة الحيوان وتهدئته، فسوف ترجع هذه الهرمونات إلى مكامنها، مما يسمح للحيوان باستخدام جميع قواه غير المنهارة من الخوف عند الذبح للنزف وإخراج الروح، وبالتالي تصفية أفضل للدم وشد قوام اللحم. وبحسب الشرق الأوسط أنها حاولت الاتصال أكثر من مرة بالمسؤولين بأمانة حائل للتعليق على الموضوع ولكن لم يكن هناك أي رد من قبلهم.