دخل سلاح البحرية السوري، أمس، طرفا في عمليات قمع المتظاهرين السوريين المطالبين بإنهاء نظام الرئيس بشار الأسد، وقصف بالرشاشات الثقيلة مدينة اللاذقية الساحلية (غرب)، مستهدفا منطقتين كثيفتي السكان تشهدان مظاهرات مستمرة منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس (آذار) الماضي. في وقت استمرت فيه العملية البرية في المدينة لليوم الثاني. وأكد ناشطون سوريون مقتل 26 شخصا على الأقل وجرح العشرات في اللاذقية، أمس. وقتل 4 آخرون في مناطق أخرى خلال عمليات أمنية ليصل مجمل عدد القتلى الى 30 قتيلا. وقال سكان في اللاذقية إن البحرية السورية تقصف مدينتهم. وأفاد شاهد عيان: «هذا أعنف هجوم على اللاذقية منذ الانتفاضة. أي فرد يطل برأسه من النافذة يخاطر بالتعرض لإطلاق النار عليه. يريدون القضاء على المظاهرات نهائيا». وشهدت أكثر من منطقة في اللاذقية حركة نزوح واسعة للأهالي والعائلات خاصة النساء والاطفال في حي قنينص خوفا من تعرض الحي إلى الاقتحام. كما شهد حي السكنتوري إطلاق نار كثيف. يأتي ذلك بالتزامن مع حملة أمنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق، فجر أمس، حيث جرت اعتقالات رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات. وذكر المرصد أن «قوات عسكرية وأمنية كبيرة اقتحمت ضاحيتي سقبا وحمورية ب15 شاحنة عسكرية وثماني حافلات أمن كبيرة وأربع سيارات جيب». وفي السياق نفسه دخلت مدينة قم، الدينية الإيرانية، على خط الأزمة في سوريا، بإعلان أحد مراجعها الكبار، وهو آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي، أن دعم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في مواجهات الاحتجاجات المناوئة له هو «واجب ديني»، لكنه دعا الأسد في الوقت نفسه إلى إجراء إصلاحات. وفي الرياض، بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس التركي عبد الله غول مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، وذلك لدى استقبال الملك عبد الله مساء أمس في قصره بجدة الرئيس التركي.