اعترف المهندس سليمان جار الله الصوينع، مدير الإدارة العامة للزراعة بحائل، بوجود مزارعين قد يعمدون إلى حصد محاصيلهم الزراعية وبيعها في الأسواق، من دون مراعاة لفترة التحريم والضرر الذي قد يلحق بالمستهلك نتيجة للجهل بضرر هذه المبيدات. مع بدء موسم الخضراوات والفواكه الصيفية، أبدى عدد من المسؤولين بحائل تخوفهم من الاستخدام المفرط لرش المبيدات الزراعية على محاصيلهم، ومن ثم قطفها وبيعها للمستهلكين في الأسواق، من دون مراعاة لفترة حضانة السموم داخل المحاصيل، والتي يطلق عليها علميا «فترة التحريم». ويدعم ذلك جهل بعض المزارعين بالأضرار الجسيمة التي تسببها المبيدات الزراعية، بالإضافة إلى سعيهم وراء الكسب السريع. وتضم سوق المبيدات الزراعية في البلاد 150 نوعا مختلفا من المبيدات الزراعية تصل مدة تحريمها من 3 أيام إلى سنتين. وبالعودة للمهندس الصوينع، فقد شدد على ضرورة الجانب التوعوي للمزارعين الذي تقوم به إدارته، عبر ندوات وورش عمل خاصة في هذا الجانب، ومنها برنامج الزراعة العضوية، والذي يقوم بعض المزارعين على تطبيقه، وتم اختيار 3 مزارع في حائل كنموذج في الزراعة العضوية وتطبيقها وأخذ المزارعين في جولات عليها. وشرح المهندس عددا من طرق مكافحة الآفات الزراعية غير الضارة، والتي تكون من دون استخدام للمبيدات الحشرية، منها المكافحة الحيوية، وهو ما تم تطبيقه في مزارع النخيل بحائل، ومتوقع أن ينتج في حائل قريبا، بعد اكتمال مختبر حائل والذي يجري حاليا تنفيذه. وتعمد وزارة الزراعة السعودية استخدام عناصر المكافحة البيولوجية، مثل استخدام الطفيليات والمفترسات النافعة الطبيعية، للحد من خطورة بعض الآفات الزراعية بديلا عن المبيدات الحشرية. وتنتج مختبرات لوزارة الزراعة في الرياض والخرج وحائل، طفيل «الترايكوغراما» كطفيل يصيب البيض، حيث تم حصره وجمعه حقليا من البيئة المحلية الزراعية، للسيطرة على أكثر من 20 نوعا من الآفات، وتنتمي إلى فئة حرشفية الأجنحة، وتسبب هذه الآفات خسارة لنحو 12 محصولا اقتصاديا. وتعد حائل سلة غذاء السعودية، وتعتمد على إنتاجها شريحة كبيرة من المستهلكين، داخل وخارج المنطقة، وتنتج في الوقت ذاته ما يغذي الأسواق المحلية من الفاكهة والخضراوات، وهو ما قادها لأن تكون سلة للغذاء على المستوى المحلي بالمملكة. وفي السياق ذاته، طالب عدد من المستهلكين في حائل بإيجاد مراكز فحص متنقلة للخضراوات والفواكه، للكشف عن صلاحيتها للاستهلاك، مع تنفيذ حملات توعوية للمزارعين، عن طرق استخدام المبيدات ومدة التحريم الخاصة بكل مبيد، والعمل أيضا على توعية المستهلك بخطر المنتجات المتلوثة بالمبيدات. ويعمل عدد من الأجانب من جنسيات مختلفة على الترويج للخضروات المنتجة محليا بحائل، وعُرف عنهم استئجار المزارع، وزراعة الخضراوات وتسويقها، مستغلين عدم وجود رقابة على استخدام المبيدات، بالإضافة إلى افتقار المنطقة إلى مراكز متخصصة للفحص بحلقات الخضراوات والفواكه في المنطقة.