لم يمر غياب الدكتور عائض القرني عن الظهور التلفزيوني لثمانية أشهر ولت الأدبار هينا، لينا، إذ أثار هذا الغياب الطويل الذي يحدث للمرة الأولى منذ ثماني سنوات «نقع» الأسئلة، وشق طريقا من التكهنات والتأويلات عريضة الأكتاف وليس لطولها مقدار معلوم، ليعود مرة أخرى بعد كل هذا الغياب الذي قضاه باختياره بعيدا عن شاشات التلفزة المحلية والعربية بوجهيها الفضائي والأرضي، ببرنامج أسبوعي، موعده الجمعة ظهرا (في أعقاب خطبة الحرم المكي) ومكانه قناة «روتانا خليجية» وإذاعة «روتانا FM»، وزمنه 60 دقيقة، تبث على الهواء المباشر، وتنتجه قناة «الرسالة». واللافت في هذه العودة، أنها تأتي برفقة المذيع عبدالله المديفر، الذي جمعه قبل عامين بالدكتور برنامج «قصة حياة»، الذي قفزت نسبة مشاهدته جدار الأرقام المتوقعة، وشكل الاثنان على مدى (30 حلقة رمضانية) ثنائيا متناغما ومنسجما، قدم للمشاهد وجبة تلفزيونية دسمة. لكن حضورهما هذه المرة سيكون مختلفا، إذ أن الدكتور عائض القرني (الذي التقط أنفاسه، وارتاح كما يفعل محارب مدرب، وأنجز في غيابه تلفزيونيا أكثر من أربعة مؤلفات، بعضها أبصر النور، والباقي منها في الطريق لإبصاره)، لن يظهر بالطريقة التقليدية نفسها التي اتسمت بها البرامج الدينية، والتي تتخذ شكل الحوار في أحيان، أو الوعظ والإرشاد الصريح في أحايين أخرى، حيث سيكون إيقاع البرنامج الجديد سريعا، يبدأ بحوار مع الشيخ عن موضوع الحلقة الأساس، ثم في فقرة أخرى يتم استعراض أحداث الأسبوع المحلية والسياسية والثقافية، على طاولة القرني ليتناولها معلقا ومحللا، فيما ستكون الفقرة الثالثة تحت عنوان «الشارع يسأل»، وتحتوي على عشرة أسئلة مسجلة مسبقا (من الشارع السعودي) تعرض على مرأى ومسمع القرني، الذي سيتاح له حق الإجابة عنها كلها أو بعض منها. وقبل أن يسلم البرنامج شارته إلى هواء آخر، يختم فقراته السريعة بفقرة «كتب عنك»، وفيها يقرأ على الشيخ مقالة جاءت على ذكره إن مدحا أو قدحا وله أن يعلق عليها، أو الرد على ما ورد فيها. وعن اختيار يوم ظهر الجمعة زمانا لبرنامج «لقاء الجمعة»، يجيب مقدمه عبدالله المديفر: «فترة ما بعد الجمعة عند المشاهد الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص هي فترة مشاهدة مزاجها مسترخ يبحث فيها المقلب للريموت مادة تشبع تساؤلاته عن الجديد والمثير والمادة الجادة التي ينفع أن أستعرض بها أمام جلسائي في المساء.