«غامض» هو الوصف الأدق للأحداث التي صاحبت إيقاف البرنامج الديني ذائع الصيت «الحياة كلمة» الذي يقدمه الشيخ سلمان العودة، وتعرضه قناة «إم بي سي» يوم الجمعة من كل أسبوع، إذ يشكّل هذا القرار حديث الساعة للمشاهدين من مختلف الدول العربية، إضافة إلى كونه حديث المجتمع الإعلامي، سواءً على مستوى الصحف أو المواقع الإلكترونية. وكان برنامج «الحياة كلمة» الذي تَواصل بثّه على مدى ستة أعوام دون انقطاع، قد غاب عن مشاهديه يوم الجمعة الماضية بشكل مفاجئ، غابت عنه التفسيرات الواضحة، الأمر الذي جعل الدكتور سلمان العودة يبيّن من خلال صفحتيه على موقع ال«فيسبوك» و «تويتر»، أنه أُخبر بإيقاف البرنامج عن طريق «إم بي سي»، وأشار إلى أن هذا القرار جاء من وزارة الإعلام، ما دعا وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة مساء أول من أمس، إلى توجيه عتبه للعودة عن طريق «فيسبوك» أيضاً، مؤكداً له أنه من محبيّ برنامجه ومتابعيه، إذ قال: «أعتب على أخي وصديقي الدكتور سلمان العودة اتهامه وزارة الإعلام بإيقاف برنامجه «الحياة كلمة»، لأنه ليست لدينا سلطة على «إم بي سي»، ولم أقم بأي اتصال معهم، وأنا من محبي «العودة» ومن المعجبين ببرنامجه ومتابعيه، وآمل من الإخوة الذين انتقدوا الوزارة في هذه النقطة تحري الدقة مستقبلاً، وعدم اتخاذ وزارة الإعلام كمشجب تُعلق عليه كل صغيرة وكبيرة». رد خوجة تبعه تعليق من العودة، على صفحته في الموقع نفسه أقرّ فيه بأن وزارة الإعلام ليس لها سلطة رسمية على «إم بي سي»، وإنما لها سلطة أدبية، وقال: «مع شكري لأخي وصديقي الدكتور عبد العزيز خوجة، وتهذيبه الرفيع إلا أنني ومعاليه نعلم أن القرار لا يمكن أن يكون من وزير الإعلام، وكلامي لم يكن اتهاما،ً لكنه كان جواباً عن سؤال، وقد قلت أن القناة أبلغتني أن وزارة الإعلام هي من أبلغها بالقرار، مع علمي بأن الوزارة ليس لها سلطة رسمية على القناة ولكن لها سلطة أدبية.. والله أعلم». ووسط قرار الإيقاف، الذي غاب معه بيان توضيحي من قبل القناة التي تخلّت عن البرنامج، والذي يكاد يكون الأشهر والأكثر ثباتاً بين برامجها، ظهر عدد من الكتّاب الذين اعتبروا أن القرار «غريب»، لاسيما وأنه لم يدّعم بأي أسباب.