اعتقلت السلطات الباكستانية أحد عمال البناء الاميركيين الذي قرر بمفرده وبمحض إرادته اختراق الحدود الباكستانية الافغانية لقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وكان غاري بروكس فولكنر الذي لا يتسلح سوى بمسدس وسيف، قرر عبور الحدود إلى اقليم نورستان بأفغانستان، حيث يعتقد الكثيرون ان بن لادن يختبئ هناك. وأجريت الفحوص الطبية على الرجل الذي اكد أقرباؤه انه يعاني مرض الكلى ويحتاج الى غسيل. وخضع فولكنر، الذي دخل السجن في بلاده مرات عدة، للاستجواب من قبل فريق من المحققين الباكستانيين. ويقول أخوه سكوت فولكنر ان أخاه يحلم بالقبض على زعيم «القاعدة». وسافر فولكنر إلى باكستان ست مرات على الاقل، وتعلم بعضا من اللغة المحلية وأطلق لحيته ليتجانس مع البيئة البشرية هناك. وقال فولكنز امام الصحافيين «قواتنا العسكرية فشلت بعد مضي 10 سنوات في اقتفاء اثر بن لادن. من السهل بالنسبة لمدني يرتدي الملابس المحلية التسلل الى الداخل والاختلاط مع السكان المحليين وكسب ثقتهم والحصول على بعض المعلومات الاستخبارية التي يصعب على الجندي الاميركي الحصول عليها». ووصل فولكنر، احد مواطني كولورادو، مدينة بونبوريت، وأوكل لاحد رجال الشرطة حراسته كما هي الحال مع جميع الاجانب الذين يزورون المناطق النائية في باكستان. وتقول الشرطة جرى البحث عنه عندما خرج من الفندق الذي يقيم فيه من دون اخطار الحرس. ويقول احد كبار رجال الشرطة في المنطقة ممتاز احمد خان «اننا ضحكنا عليه في بادئ الامر عندما اخبرنا أنه يريد قتل بن لادن»، ويضيف «إلا انه وبعد ان اكتشف الضباط اسلحته، التي من ضمنها سيف طوله 40 بوصة ومسدس وجهاز للرؤية الليلية، ازدادت شكوكنا». شقيقة فولكنر، دينا ام فولكنر تقول إن اخاها يعاني مرض الكلى، حيث لا تعمل كليتاه سوى 9٪، «انني قلقة بشأنه واخشى ألا يتلقى في باكستان غسل الكلى المناسب، واذا لم يتوافر له ذلك فسيقع في مشكلة حقيقية». ويحتفظ فولكنر بذكريات حية عن احداث ال11 من سبتمبر ،2001 وانه جاد في مهمته المتمثلة في القضاء على بن لادن. ويقول اخوه سكوت، انه عندما أوصله إلى مطار دنيفر في 30 مايو، علم من خلال نقاشهما انه لن يعود حياً إلى البلاد. ويقول سكوت انه كان كأي شخص عادي آخر، لكنه كان مملوءا بالحماسة، وانه باع جميع ما يملك من اجل تمويل رحلته، وكان على استعداد للموت في باكستان، وانه حصل على اسلحته من داخل باكستان، ولم يكن معه عندما وصل الى هناك سوى انجيل وقيد بلاستيكي. فولكنر الذي تم استجوابه في مدينة بيشاور لم توجه إليه حتى الآن أي تهمة من التهم، ويقول خان ان الشرطة صادرت منه كمية ضئيلة من الحشيش يبدو انها للاستخدام الشخصي. ودخل فولكنر السجن في كولورادوا مرات عدة بين 1981 و،1993 وكان مجموع ما قضاه فيها سبعة اعوام لأسباب السطو السرقة وانتهاكه للإفراج المشروط. وعندما سأله خان ما اذا كان يعتقد أنه سينجح في تعقب بن لادن، رد فولكنر قائلا «إن الله معي وإنني واثق بأنني سأنجح في قتله».