أقامت اللجنة النسائية بالنادي محاضرة بعنوان: (عمل المرأة على الهامش: المرأة السعودية في المشهد الثقافي أنموذجا) للكاتبة والناقدة منى شداد المالكي، في القاعة الثقافية. وانطلقت منى المالكي في محاضرتها بقولها: إنها أرادت أن تكون هذه المحاضرة نوعا من المسامرة، وتطرقت إلى المرأة والثقافة وبأنهما مثار حيرة ومجال مساومة، ذلك أن هذا المجال يوشك أن يبقى حتى اليوم حكرا على الرجال، بينه وبين المرأة أبواب موصدة باطنها الأنظمة وظاهرها اللوائح والتعاميم، وعرّجت على ما قدمه الإرث العربي القديم من أعلام بارزة من النساء من الشاعرات، والإرث الحديث من أسماء شاعرات وقاصات وروائيات وناقدات وكاتبات، واستشهدت ببروز اسم الشاعرة ثريا قابل، والروائية سميرة خاشقجي، وأخريات أبدعن واختفين تحت أسماء مستعارة، وبعضهن انتهين إلى الأبد. وتطرقت المالكي إلى ما تتعرض له المرأة من حجب وستر، وان مكانها في وراء الجدران أو خلف النقاب، وتتصرف من وراء الستار إن أُريد لها أن تساهم في تسيير الأمور، وذكرت المالكي أن المرأة شاعت عنها الكنايات دون الحديث الصريح عنها، وأوردت المحاضرة مقاربة إحصائية للحضور اللغوي الصريح المباشر عن الأنثى في القران الكريم، والفرق عن أسلوب الكناية والتغييب في الإرث البشري، وقالت: ورد لفظ (الأنثى) مفردا ثماني عشرة مرة، ومثنى ست مرات، وجمعا ست مرات، ومجموعها ثلاثون مرة، وورد دال (الذكر) مفردا اثنتي عشرة مرة، ومثنى مرتين، وجمعا ست مرات، ومجموعها ثماني عشرة مرة، أي أن دوال مجموع (الأنثى) يزيد على مجموع دوال (الذكر) في القران الكريم. وقالت المالكي مجتمعنا لا يزال متأثرا بالنظرة التراثية للمرأة الجاهلية، وتحدثت عن احتكار الرجل لصناعة القرار الثقافي، وبقاء مشاركة المرأة في القرار الثقافي موضع التباس وريبة تتصل بسوء الظن في قدرة المرأة على ما يتصل بالشأن العام، واختتمت محاضرتها بالتعهد بالعمل في مجال الثقافة في انتظار الوعد لأن يكون للنساء مكان، وعلامة على أننا امة عرفت كيف تحفر لنفسها مكانا على خارطة الثقافة لا يكون فيه نصف المجتمع شاهدا ونصفه شهيدا! ثم تم فتح الباب أمام مداخلات الحضور وكانت أولاها من رئيسة اللجنة النسائية بالنادي عائشة الشمري وشكرت فيها صاحبة المحاضرة، وأضافت الشمري: أنا وضعي في النادي خلاف ما قلتي، فانا أرى نفسي صاحبة قرار وصوت مسموع واساهم بالاقتراحات وأُبرئ ساحة أدبي حائل، والقرار فيما يختص بتنصيب النساء كأعضاء مجلس إدارة في الأندية الأدبية من اختصاص الوزارة.