وجّهت الكاتبة بصحيفة الرياض حصة آل الشيخ انتقاداً لاذعاً لمن تحفظت على تسميتهم ب "المتدينين"، لهجومهم على الكاتب محمد آل الشيخ حين أعلن استنكاره وعدم اعترافه ببعض الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم كحديث بول الإبل والذبابة وغيرهما، كونه يراها مخالفة للفطرة السوية. وقالت في مقالها بصحيفة الرياض: "تمنيت عند متابعتي للهجمة الشرسة على الزميل محمد آل الشيخ لو جاء رد أحد "المتدينين" - مع التحفظ على المصطلح - على الكاتب رداً علمياً أميناً، لكن للأسف وكالعادة جاءت غالبية الردود ردود تصفيةٍ حزبية الأصل والمنشأ". ولفتت إلى أن الفقهاء خاصة بعد مقتل عثمان بن عفان والحسين بن علي رضي الله عنهما وضعوا قواعد لنقد المتون لمواجهة حركة وضّاعي الحديث الذين كثروا مع طلائع الحكم الملكي في عصر بني أمية بمنهجية صارمة، حيث كان الفقهاء لا يقبلون أي متن لأي حديث مهما بلغت صحة سنده إلا بما وافق شروط التصحيح، وأهمها ألا يخالف بدهيات العقول وألا يخالف القواعد العامة في الحكمة - الطب – والأخلاق وألا يشتمل على سخافات يصان عنها العقلاء. وأضافت أن الطب والحكمة والعقل ترد متن رواية شرب أبوال الإبل بحسب المنهجية التي اعتمدها الفقهاء في الشرطين السابقين، فإذا أضيف لهما معيار الحس والذوق السليم فإن تصور شرب بول الإبل تنفر منه المهج السليمة، وتنكره قلوب وأشعار وأبشار المؤمنين. وتابعت: "إننا مخدوعون بأحكام الرجال عندما نستخدم أقوالهم قبل وضعها في ميزان الشك والنقد، فتكتسب قداسة شمولية، كمقولة النووي والذهبي وغيرهما بأن "كتاب البخاري أصح كتاب بعد القرآن"، لتتحول القداسة من التمحور حول الرجال كمعصومين، إلى شمول الأقوال كمقدس، وكأن الله أنزل كتابين على المسلمين؟!".