رفع تطبيق قرار وزارة الزراعة بمنع الاحتطاب أسعار الحطب بنسبة تتراوح بين 35% إلى 50% عن الشتاء الماضي، إذ ارتفع سعر شحنة الجيب من 1500 ريال إلى 2000 ريال، وشحنة الهالوكس من 800 ريال إلى 1500 ريال، فيما ارتفع سعر الحزمة المكونة من أربع قطع من 15 ريالاً إلى خمسين ريالاً، والكيس من خمسين ريالاً إلى مائة ريال. وعبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من خلوّ الأسواق من أي كميات من الحطب المستورد المسموح بيعه، لافتين إلى أن بدء تطبيق منع بيع الحطب المحلي تزامن مع موجة برد شديدة، إضافة إلى عدم توافر الحطب المستورد. ولجأ بائعو الحطب المحلي إلى عدة طرق لبيعه عن طريق التهريب عبر الطرق البرية وخاصة في الليل، إذ يتواصل الباعة مع المشترين هاتفياً، مشترطين على المشتري المجيء في مكان معين لتسلم الثمن وتسليم الحطب. وذكر عبدالله الشمري (أحد تجار الحطب) أن الأسعار زادت 50% عن القيمة التي كانوا يتعاملون بها العام الماضي، مرجعاً ذلك إلى قرار وزارة الزراعة بمنع الاحتطاب في إطار مكافحتها التصحر، ارتفاع تكاليف الإنتاج والشحن والنقل، ممّا أسهم بشكل مباشر في القفز بالأسعار إلى مستويات تعدّ الأعلى خلال السنوات الخمس الأخيرة. من جانبه، أوضح عضو المجلس البلدي في محافظة بقعاء سالم الرشيد، أن موضوع قطع الأشجار الذي تتعرّض له بعض الأودية والاحتطاب الجائر من الأماكن القريبة من المحافظة محل اهتمام المجلس البلدي، لما له من أهمية تتعلق بالاعتداء على مكونات البيئة الصحراوية. فيما أكد الناطق الإعلامي في مرور حائل المقدم بندر الحربي، أن الاحتطاب ممنوع، ومن يتم ضبطه من قِبل الجهات الأمنية يسلم إلى إدارة الزراعة لاتخاذ اللازم. وقد استغل الباعة في حائل قرار منع الاحتطاب وغياب البدائل وزيادة الطلب برفع الأسعار بشكل كبير، وشملت المبيعات معظم أنواع الحطب والأكوام بأحجامها المختلفة، ويأتي في مقدمتها حطب الأرطى ثم حطب الغضاء اللذان تتميز بهما منطقة حائل. واتهم عدد من المواطنين الذين تحدثوا ل»الشرق»، التجار باستغلال موسم الشتاء وموجة البرد ومنع الاحتطاب، في رفع الأسعار، وقال فواز سعود وعلي الخريصي، إن سعر الحطب وصل إلى 150 ريالاً للحزمة المتوسطة ومائة ريال للحزمة الصغيرة، مشيرين إلى غياب الرقابة بشكل كامل، الأمر الذي شجّع باعة الحطب على استغلال حاجة الناس وقلة الحطب برفع أرباحهم بشكل غير مبرر، ويوافقهم الرأي فرحان الحميد الذي قال إن منع الاحتطاب مع حاجة المواطنين للتدفئة هروباً من البرودة جعل الباعة يضعون السعر الذي يريدونه، وتساءل «أين دور الجهات الرقابية في الحد من جشع هؤلاء الباعة؟!». من جهته، ذكر مسؤول إدارة المراعي والغابات في فرع وزارة الزراعة في حائل بشير السلامة، ل«الشرق»، أن ارتفاع الأسعار لا يقتصر على سوق الحطب، بل يشمل جميع المنتجات الشتوية، ورأى أنها حالة دائمة وموسمية، إذ يستغل الموزعون والموردون حاجة المستهلكين ويرفعون الأسعار، ورأى أن الحل يكمن في التعاون بين الجهات المعنية لتكثيف عمليات الرقابة والتشديد على الأسواق منعاً لاستغلال التجار هذه الأوضاع.