حذرت الهند من تصاعد التوترات الطائفية في أنحاء البلاد، حيث يواجه الكشميريون الذين يعيشون خارج ولايتهم، الطرد من مساكنهم والإيقاف عن العمل وهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن قتل مهاجم انتحاري 44 شرطيًا في المنطقة. وكان الهجوم بسيارة ملغومة على قافلة أمنية يوم الخميس، الأسوأ خلال عقود التمرد في المنطقة المتنازع عليها. وأعلنت جماعة "جيش محمد" المتشددة المتمركزة في باكستان، مسؤوليتها عن الهجوم الذي نفذه شاب كشميري عمره 20 عامًا، في الوقت الذي تطالب فيه الجارتان النوويتان بالسيادة الكاملة على كشمير. ومع عودة جثث رجال الشرطة شبه العسكرية الذين لاقوا حتفهم في الهجوم إلى العائلات في جميع أنحاء الهند في مطلع هذا الأسبوع، تجمعت حشود متحمسة تلوح بالعلم الهندي في الشوارع لتكريمهم ورددوا هتافات تطالب بالانتقام، فيما نفت باكستان أي دور في الهجوم. ويواجه المسلمون في كشمير رد فعل عنيفًا في الهند التي يغلب على سكانها الهندوس، لا سيما في ولايتي هاريانا وأوتاراخند بشمال البلاد، مما دفع وزارة الداخلية الاتحادية إلى إصدار تعليمات لجميع الولايات "لضمان سلامتهم وأمنهم والحفاظ على الوئام المجتمعي". وقال عقيب أحمد، وهو طالب كشميري في دهرادون عاصمة أوتاراخند، إن صاحب المنزل الذي كان يقيم فيه طلب منه تركه خوفًا من هجوم على المنزل، مضيفًا أنّ "أسعار تذاكر السفر جوًا إلى كشمير ارتفعت بشكل كبير بعد تصاعد التوتر". وذكر طالبان آخران في دهرادون أنهما طُلب منهما إخلاء غرفتيهما على الفور. وقال وسيم أكرم لرويترز: "إلى أين يفترض أن نذهب؟" وطالب السلطات بضمان سلامة كل الطلاب الكشميريين. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن بعض الطلاب الكشميريين تعرضوا لاعتداءات على أيدي أفراد جماعات هندوسية يمينية في أوتاراخند، بينما احتجزت الشرطة رجلًا كشميريًا في مدينة بنجالور في الجنوب بموجب قانون الفتنة الذي يعود للحقبة الاستعمارية بسبب منشور على الإنترنت يزعم أنه يعبر عن دعم المتشددين. بدورها بينت الشرطة في ولاية جامو وكشمير أنّها توفر الإقامة المؤقتة للأشخاص العائدين إلى كشمير، كما حثت الكشميريين على الاتصال بخطهم الساخن من أجل "المساعدة السريعة في حالة مواجهة أي صعوبات أو مضايقات".