ينطلق اليوم أكبر سباق للدراجات في العالم وهو طواف فرنسا في نسخته ال105، نعم فقد تجاوز الطواف العريق هذا الرقم في عمره الزمني الطويل ومازال يحقق النجاح الإعلامي والاقتصادي والسياحي حتى إنه جرت العادة أن يتابع الرئيس الفرنسي أكثر من مرحلة على سيارته الخاصة، وتنطلق معه متعة لا تضاهيها متعة للعاشقين لهذا النوع من السباقات، وستكون فرنسا مقصداً للمتابعين لهذه الحدث الكبير إذ ينتظر أن يشاهد هذا السباق العظيم أكثر من 30 مليونا على أرض الواقع. وفي كل عام يقام فيه هذا السباق يدور في الخلد أكثر من تساؤل لعل من أبرزها لماذا يقام لدينا في السعودية طواف مثل هذه الطوافات الكبيرة؟ وعلى رغم أن الظروف مهيأة لإقامة مثل هذه التظاهرة الرياضية إلا أنها لم تتحقق على أرض الواقع. إذا ما نظرنا إلى مساحة المملكة العربية السعودية فهي مؤهلة بدرجة لا مثيل لها لاستضافة الطواف الذي يحتاج لتنوع بيئي كبير فهناك الأراضي المرتفعة وتلك المنبسطة وهناك الطقس الحار والبارد وكذلك المعتدل، إلى جانب طول المسافة التي يقطعها الدراجون في المراحل المتعددة، فليس من يجاورنا من دول الخليج بأقدر منا في هذا المجال، نظراً لفارق المساحة بين بلدنا وبلدانهم، ففي شهر يناير من كل عام تقام طوافات عمان ودبي وأبوظبي وقطر. الهيئة العام للرياضة قادرة على تنظيم الفعاليات العالمية المتنوعة فمن المعروف أن أي طواف يتم توزيعه على مراحل متنوعة، وهنا تكمن إشارة واضحة لنجاح الطواف في السعودية فيمكن أن يبدأ من المنطقة الجنوبية ويمر بطريق الساحل بتنوعه الجبلي والساحلي وصولاً إلى العاصمة الرياض ماراً بالعديد من المحطات التي يمكن استثمارها اقتصادياً وسياحياً وإلقاء الضوء عليها بشكل يجعلنا نقدم صورة حقيقة عن القدرات التي تتوفر في بلادنا. ويمكن أن ينطلق السباق من دول مجاورة كالأردن مثلاً كما يتم في طواف فرنسا عندما تكون البداية في ألمانيا أو هولندا مروراً ببلجيكا أو تتم البداية من أسبانيا، والهدف من هذه الخطوة إعطاء السباق بعداً اقتصادياً وإعلامياً. ويمكن إدخال طواف السعودية ضمن روزنامة الاتحاد الدولي للدراجات الذي يشرف على إقامة وتوزيع الطوافات على الدول المختلفة. دعوة للهيئة العامة للرياضة لاستغلال كل عوامل النجاح والتباحث مع الاتحاد الدولي للدراجات لتكون السعودية إحدى الدول التي تفوز بتنظيم هذا الطواف، ومواصلة النجاح الذي بدأته بتنظيم بطولات يشار لها بالبنان كماراثون الرياض الدولي وبطولة المصارعة وكذلك الشطرنج والسيارات. هذا الحراك الذي تتبناه الهيئة العامة يصب بشكل مباشر في تنفيذ أهداف رؤية المملكة 2030 الذي يرتكز على الاستفادة من التظاهرات العالمية ونقلها للسعودية وإشراك أكبر عدد من الممارسين الرياضيين في هذه الرياضات المختلفة إلى جانب العائد المادي المتوقع من إقامة الطواف الذي ترعاه شركات وفرق عالمية. يمكن البدء من الآن للبدء في التفكير بتنظيم هذا الحدث العالمي والاستفادة من خبرات بعض الدول التي نجحت في تنظيم هذا الطواف خصوصا فرنسا التي تنظم طواف فرنسا وإيطاليا التي تشرف على طواف جيرو وإسبانيا التي تنظم طواف فوليتا. الفرصة إذا بنجاح «طواف السعودية» مواتية قياساً بما تحقق من نجاح من الأحداث التي أشرفت عليها الهيئة العامة للرياضة، وربما نرى فريقاً سعودياً أيضاً على غرار فريقي البحرين والإمارات التي كونت فريقاً عالمياً من نجوم عالميين وأضافت لهم بعض الأبطال المحليين الذين سيكتسبون الخبرة ويشكلون نواة حقيقة لمنتخب إماراتي قوي. وبالعودة إلى طواف فرنسا ووفقا ل«أ ف ب» فتبدو حظوظ الدراج البريطاني كريس فروم المتوج أربع مرات عالية بجلب اللقب الخامس خصوصاً بعد براءته من تهمة تناول المنشطات، كما جاء في بيان أصدره الاتحاد الدولي للدراجات وفور صدور قرار التبرئة أكد مدير طواف فرنسا كريستيان برودوم أنه سيسمح للدراج البريطاني بالمشاركة، بعدما كان أعلن منظمو دورة فرنسا أنهم قرروا منعه من ذلك من أجل حماية نزاهة السباق الأكثر شهرة في العالم. وحام الشك حول إمكانية مشاركة فروم في طواف فرنسا بعدما وجدت كمية من عقار سالبوتامول في جسمه أكثر بمرتين مما تسمح به القوانين خلال مشاركته في طواف إسبانيا سبتمبر الماضي والذي توج بطلا له. وقال فروم المولود في كينيا في بيان أ صدره فريقه سكاي «أنا سعيد جدا لأن الاتحاد الدولي للدراجات برأني، بينما يعتبر هذا القرار مهما جدا بالنسبة لي ولفريقي، فهو أيضا لحظة مهمة بالنسبة لرياضة الدراجات». وأكد فروم «لم اشك أبدا أنه سيتم إغلاق هذه القضية لسبب بسيط وهو معرفتي بأني لم أرتكب أي خطأ. لقد عانيت من الربو منذ الطفولة» وأنه يعرف جيدا القوانين بشأن دواء الربو و «أنا لا استخدم البخاخ من أجل معالجة الاعراض إلا في الحد المسموح به». وكان الاتحاد الدولي للدراجات أصدر بيانا العام الماضي أكد فيه ثبوت تناول الدراج البريطاني لمواد منشطة خلال مشاركته في طواف إسبانيا، ولكنه لم يخضعه لإيقاف موقت إلزامي نظرا لطبيعة المادة المخالفة. في وقت دافع فروم عن موقفه مؤكدا تناوله تلك المادة بناء على نصيحة الطبيب. وأحرز فروم (33 عاما) لقب طواف فرنسا أعوام 2013 و2015 و2016 و2017، وطواف إسبانيا للمرة الأولى العام 2017، محققا ثنائية لافتة للمرة الأولى منذ 1978. كما فاز بطواف جيرو الإيطالي في مايو الماضي ليصبح أول دراج يحقق ألقاب ثلاث بطولات كبرى منذ الاسطورة الفرنسي برنار هينو عام 1983. فروم بطل آخر أربع نسخ يتصدر طواف فرنسا المصارعة الحرة نجحت في المملكة بطولة الشطرنج نجحت تنظيمياً رالي حائل الدولي صنف ضمن أبرز بطولات العالم ماراثون الرياض إحدى البطولات التي نجحت هيئة الرياضة في تنظيمها الرياض – د. عايض الحربي