اليوم تتوحد كل الصفوف خلف منتخبنا الوطني، واليوم أيضاً تتلاشى كل الألوان عدا اللون الأخضر، واليوم بمشيئة الله سنستقبل العيد بأنشودة الفرح، عندما يحقق لاعبونا طموحاتنا، ندرك حجم المسؤولية الملقاة على أكتاف اللاعبين الذين يخوضون محفلاً عالمياً بهذا الحجم، ونعلم يقيناً أن المناسبة كبيرة جداً، وأن الضغوط ستكون مضاعفة على اللاعبين. وإزاء كل هذه المعطيات فنحن لا نطالب اللاعبين بالمعجزات؛ فقط يؤدون ما عرفناه عنهم من عروض مميزة داخل الملعب، وأن يقدموا ما يوازي ما قدمته لهم قيادتنا من دعم غير محدود، ومساندة بلغت أقصى درجاتها من الهيئة العامة للرياضة، وإشراف مباشر من الاتحاد السعودي لكرة القدم. بغض النظر عن النتيجة التي هي في علم الغيب، لكن المباريات الافتتاحية دائماً تحمل الكثير من المفاجآت، وعادة ما يكون الضغط على أصحاب الضيافة، وربما تطرأ ظروف لا يمكن حسابها بشكل أو بآخر فتعمل على تحديد بوصلة الفريق الذي يمكنه أن يتجاوز عقبة المباراة الافتتاحية، المواجهة تاريخية بكل المقاييس خصوصاً للمنتخب السعودي والفرصة سانحة للاعبين لمفاجأة الجميع، هنا نتحدث عن مواجهة تاريخية بما تعنيه الكلمة من معنى، فاللعب في افتتاح كأس العالم يبقى راسخاً في أجندات التاريخ الذي لا يمكن لأحد تغييره، وسيتذكر الجميع في الأعوام المقبلة ذلك اليوم وتفاصيله، وهو بمثابة فخر للأجيال القادمة في هذا الوطن المعطاء، والوجود في هذه ال 90 دقيقة وقبلها حفل الافتتاح سيكون محط أنظار الجميع دون استثناء رياضيين وساسة واقتصاديين ومثقفين وغيرهم، سيتوقف العالم كله وستشرئب الأعناق نحو العاصمة الروسية موسكو، ويضبط الجميع ساعاتهم على بدء المسابقة الأغلى مادياً والأكثر متابعة من حيث عدد الجماهير الحاضرة في الملاعب وتلك التي تتابعها في جهات الكرة الأرضية. الكل سيتسمّر أمام شاشة التلفاز للاستمتاع في هذه المواجهة، وسيكون الجميع متابعاً لكل تفاصل الملحمة الكروية التي تعتبر أكبر تسويق رياضي لكلا البلدين، وسيكون اللاعبون محط الأنظار أيضاً، سيؤدي لاعبونا وهدفهم مجد الوطن وهذا لا يتنافى أبداً مع أمنياتهم الشخصية المتمثلة في الظفر بأحد العروض الاحترافية واللعب في الدوريات الكبيرة، فالعروض الاحترافية والسماسرة سيكونون موجودين وسيرصدون كل صغيرة وكبيرة من لاعبي المنتخبات ولم يكن اللاعب السعودي بعيداً عن أعينهم، خصوصاً أن اللاعب السعودي استطاع أن يلعب في أحد أقوى دوريات العالم في هذه اللحظة «الدوري الإسباني»، واللاعبون الذين لعبوا هناك تطورت مستوياتهم كثيراً، وبالتالي حتماً ستقدم لهم العروض من أندية أوروبية أخرى، وستشمل العروض زملاءهم في الأخضر، وكل هذه الفوائد ستجنى من الوجود في هذا المحفل التاريخي. مسيرة الأخضر في المونديال لن تكون سهلة، وبالوقت ذاته لن تكون صعبة، والأهم من ذلك هو تقديم الأداء المشرف من نجوم منتخبنا، وهذا الأمر سيكون حتماً كافياً، حتى لو غادرنا من دور المجموعات لا سمح الله. أثق تماماً في أن الفترة الماضية شهدت تطوراً كبيراً في رياضتنا ما جعلنا نثق أيضاً في أن كرة القدم السعودية باتت قادرة على مقارعة الكبار، والمباريات الأخيرة ولو أنها لا تعطينا حكماً نهائياً إلا أنها منحتنا بارقة أمل ومساحة عريضة للأمنيات أوصلتنا لعنان السماء ومنحتنا دفعة معنوية، وشوقاً لما سيقدم نجوم الأخضر الشباب في المونديال الذي ينطلق اليوم بحضور قادة العالم. التفاؤل يحدونا لكن كرة القدم من يعرفها يعرف أن الملعب هو الفيصل في كل شيء، وأن ما يحدث داخله ربما لا تتحكم في عوامل الإعداد الجيد، ومع هذا وليس من باب إيجاد الأعذار ففي حال الخسارة لا قدر الله يجب أن لا ننصب المشانق للاعبين والفريق؛ فالمشوار طويل والتعويض ممكن.