مجالنا الرياضي يشهد اليوم حراكاً مختلفاً عنوانه "النجاح"، نقول: النجاح اعتقاداً بأن كل تلك الخطوات والقرارات هي الصحيح الذي جاءنا في وقته. كل هدف يحتاج إلى وسيلة، وكل غاية يراد الوصول إليها تحتاج هي الأخرى إلى مشروع عمل يستند في مضمونه على ما يجب أن يكون، وهذا ما بدأنا نتلمسه اليوم مع هيئة الرياضة ومع هذا الاهتمام والدعم الكبير من قبل سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان. بالأمس ما كنا نعتقد بأنه معجزة يعصب حلها انتهى في لحظة وهنا أعني ديون الأندية جميعها وليس جلها. فأكثر من مليار ريال كانت هاجس الأندية السعودية تلاشت وتبرت وتم تصفير عداداتها من خلال وقفة مسؤول يستشرف ملامح المستقبل المبهر ليس للمجال الرياضي فحسب بل لجميع المجالات، فسمو الأمير محمد بن سلمان مبتكر ومفكر وصاحب رؤية خلاقة يسابق بها الزمن، وبالتالي نحن من عمق هذا التحول والتجديد الذي نشاهده في مجالنا بدأنا بالفعل نخلع رداء التشاؤم ونرتدي ثوب التفاؤل برياضة وطنية متكاملة ومحترفة ومنتجة وقادرة على أن يكون لها موطئ قدم بين كبارها في العالم. نعم لن أرفع سقف التفاؤل كما أنني في الوقت نفسه لن أرفع سقف التشاؤم لكنني "بين البينين" أجد هنالك متغيرات إيجابية وقرارات محورية سواء في تخليص الأندية من ديونها أم سواء في منهجية العمل الرياضي الشامل والذي بات يصنع للأندية مناخاً صحياً ومحفزاً ومغيراً لكل من يرى في نفسه القدرة على الدعم والمشاركة. كرة القدم التي نتطلع إليها يجب أن تكون مثالية بالإدارة وباللاعبين وبأشياء أخرى مساندة منها المال وكيف يتم توفيره وكيف يتم التعامل معه في ترسيخ مبدأ الوضوح لا سيما في التعاقدات الأجنبية فكما نعلم جميعاً أن أكبر كوارث المراحل الماضية كانت بسبب المبالغة في إبرام هذه التعاقدات لاعب الألف دولار يتم جلبه بعشرات الملايين إلى أن تضخمت الفاتورة وأصبحت غير قابلة للتسديد لعجز من يمسكون بأوراقها. ما بعد الديون هنالك عمل ورقابة ونظام مالي يحدد بشفافية إيرادات ومصروفات الأندية وعليها يتم وضع الميزانيات، كما هنالك أيضاً متابعة لبقية الأدوار بما فيها دور اللاعب ومعرفة مدى تقارب مستوياته الفنية التي يقدمها مع مستويات ما يتحصل عليه ماليه، كل هذه الأمور يجب أن يكون لها وجود في خضم هذا الحراك المسؤول، ولا أعتقد أن معالي المستشار تركي آل الشيخ واتحاد الكرة سيغفلان عن ذلك بل على العكس، فكل فكرة تطرح أو مقترح يقدم سينال الاهتمام، وهنا أختم بالقول والتشديد على ضرورة أن يكون هنالك كشوفات طبية شهرية للاعبين على أن تكون شاملة "المنشطات وخلافها" وليست عشوائية حتى نحافظ على اللاعب السعودي النجم ونصل به إلى أعلى معدلات الانضباط والاحترافية والتجهيز الصحي والبدني والذهني واللياقي، وسلامتكم.