أتاحت هيئة السياحة استثمار المباني التراثية كمواقع سياحية، واستغلالها كمزارات أو متاحف وشجعت على ذلك، كما أبدت استعدادها للتواصل مع كافة المواطنين الراغبين في استثمار مبانيهم الطينية وتقديم التسهيلات اللازمة لهم، حيث توجد العديد من المنازل الطينية بمختلف القرى والمحافظات صالحة ومهيأة لهذا الغرض. ورغم التطور العمراني فالمساكن التراثية تختلف عن غيرها بجمال التصميم، ومعها يستشعر الزائر بذكريات لا تغيب عن ذهنه وإن طالت به السنين وتغيرت ملامحها، ومع ذلك تضل إرث غائب، تستلزم من أصحابها الترميم والمداراة، لتبقى شاهداً على تراث عمراني يستحق منا الاهتمام والتباهي به كمنتج قد لا يتكرر، وليست كالمنشآت الأخرى ولكنها اقرب للأعمال الفنية اليدوية، ولها مكانة اجتماعية حيث تلعب دوراً مهماً في تكوين هوية المواطن، وتقديم صورة حية لتاريخ وحضارة الأجداد وأسلوب المعيشة آنذاك. ولا يمكننا أن نعد الآثار شيئاً ثانوياً، ونحن نلمح من خلالها فكرة عن الحقب التاريخية القديمة، وطبيعة الحياة فيها وبالحضارة التي عاشها الأجداد، ولنا أن نربط ماضينا بالحاضر والمستقبل، ولا نختلف على أن الاهتمام بها لتكون وجهة سياحة هو الواجب والمطلب وتذليل الصعاب الآثار تلعب دوراً اجتماعياً هاماً، فمكانتها الاجتماعية لها دورها في تكوين هوية المواطن، وانتمائه لوطنه وحضارته، والعقبات بجدية أمام تحقيق هذه الغاية يجب أن يكون، وعلاوة على ذلك سيسهم في دعم اقتصاد البلد بشكل مباشر أو غير مباشر، فلها دورها في جذب السياح، ولذا لا ننكر أهميتها في تنمية الاقتصاد باعتبارها مصدر دخل مهم عند استغلالها بذكاء، فالسياح على مختلف أذواقهم يتهافتون لرؤية آثار البلد المزار، ولذلك بات من الضروري التوجه للتخطيط المستدام بالشكل الأنسب، والعمل على تأصيله والتنقيب عن المزيد منه، استغلال الموارد التي نخشى عليها من الفناء إن لم نحسن الاعتناء بها باعتبارها حق من حقوق الأجيال القادمة. من جهته أوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالقصيم إبراهيم المشيقح أن المباني الطينية تعد مكون رئيس من مكونات التراث العمراني، وأضاف تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في إعادة تهيئتها والمناطق المحيطة بها، بالشراكة مع وزارة الشئون البلدية والقروية والمجتمع المحلي والقطاعات ذات العلاقة، بهدف المحافظة عليها وإعادة الحياة لها وتحويلها إلى عنصر حي ضمن نسيج المدينة، مبيناً أنها تمثل عنصراً رئيساً في منظومة المنتجات السياحية من خلال تحويلها إلى متاحف وفنادق تراثية ونزل ريفية ومراكز ثقافية وغيرها من المنتجات الأخرى التي تساهم في توظيف هذه المباني بما يدعم الحفاظ عليها، ويشكل منتجاً سياحياً هاماً يبرز التراث الثقافي للمنطقة بشكل خاص والمملكة بشكل عام، مستشهداً في ذلك بمنطقة القصيم، حيث إن هناك عدداً من قصص النجاح في توظيف هذه المباني، ساهم في إدراجها على المسارات السياحية بالمنطقة، وذكر من ذلك (متحف الدبيخي) ببريدة والذي يتم العمل على تحويل جزء منه إلى مطعم شعبي يقدم الوجبات المحلية، وكذلك (النزل الريفي) و(متحف الصالحي) و(بيت الحمدان) بعنيزة و(متحف دار الأجداد) بالرس و(متحف الميمان) في الخبراء التراثية، وغيرها من قصص النجاح المتنوعة في مدن ومحافظات المنطقة، مؤكداً على النهوض بمشاريع جديدة يتم العمل عليها حالياً من قبل عدد من المواطنين المخلصين اللذين حافظوا على بيوتهم التراثية، ويعملون على استثمارها لإبراز تراث القصيم، بدعم من الهيئة وشركائها وعلى رأسهم إمارة القصيم وأمانة المنطقة وبلدياتها، وأوجز أبرز المعوقات التي تؤخر توظيف مباني التراث العمراني سياحياً عادة وهي إيجاد فرص تمويل ملاك هذه المباني في بعض المجالات بالإضافة إلى عدم توفر وثائق الملكية لبعض هذه المباني. تكرار تجربة النزل الريفي يساعد على استقطاب السياح البيوت التراثية ستكون وجهة للسياحة الداخلية ابراهيم المشيقح