ربما لا يربطني بمحافظة عفيف رابط وجداني ولا مكاني، إلا أنني وكحال غيري من أبناء هذا البلد العظيم في مكانته وقيمته وقيادته، نتذكر هذه المحافظة الجميلة بكل فخر واعتزاز كيف لا وهي ترتبط بحدث تاريخي هام وشرف عظيم تفردت به عن باقي مدن ومحافظات بلدنا الجميل كلما ذكرت سيرة موحد هذه البلاد ومؤسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إذ كانت أول محطة لرحلاته الجوية بعد أن اقلع بطائرته (الداكوتا دي سي3) المهداة من الرئيس الأميركي الراحل فرانكلين روزفلت من عفيف إلى الحوية بالطائف في حدث تاريخي وغير مسبوق لأبناء هذه المحافظة. بالأمس تأهل نادي عفيف إلى دوري الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه برفقة أندية الثقبة والدرعية ووج وهذه الأندية كحال غيرها من أندية الدرجة الثانية والثالثة الزاخرة بالمواهب التي تحتاج للاكتشاف والرعاية والدعم المادي من أعيان وأبناء المحافظة ومن المسؤولين عن الرياضة لدينا لتعم الفائدة على المنتخبات السعودية وفي الألعاب كافة. ما لا يعرفه البعض أن هذه الأندية ساهمت وبقوة خلال المرحلة الماضية بمد الأندية والمنتخبات بالعديد من المواهب والنجوم بعد اكتشافهم ورعايتهم وصقل مواهبهم فمن نادي عفيف برز نجم حراسة الشباب والاتحاد والمنتخب السعودي سعود السمار الذي شكل بنهاية الثمانينات وبداية التسعينات الميلادية علامة فارقة في تاريخ الحراسة السعودية وساهم بقوة في بطولات الشباب والاتحاد والمنتخب، ومن نادي النخيل برز موسيقار وسط الكرة السعودية فهد الهريفي ومن نادي مارد الأسياح حاليا انطلق صالح المطلق ليساهم في إنجازات النصر و"الأخضر" على الصعيد القاري وحاليا حسن الراهب الذي بزغ نجمه من الترجي وحسين المقهوي الذي نشأ وانطلق من العدالة وغيرهم من الأسماء الكبيرة في الألعاب المختلفة الذين برزوا وساهموا في إنجازات رياضتنا. فقبل مواسم عدة لا يكاد يذكر اسم أندية الفتح والفيصلي والباطن، إلا أنها وجدت الدعم والاهتمام والعمل المنظم فتقدمت خلال مواسم قليلة من أندية ريفية حتى وضعت لنفسها قدما بين أندية دوري المحترفين لتصبح فيما بعد من أندية البطولات كحال الفتح الذي حقق الدوري وكأس السوبر والفيصلي الذي تأهل لنهائي كأس الملك وهذا ما يجب أن يعيه مسؤولو نادي عفيف وغيره من أندية المحافظات والمدن الصغيرة الزاخرة بالمواهب والتي تحتاج فقط للعمل المنظم والدعم المالي لتضع لنفسها مكانة بين الأندية الكبيرة وتساهم بقوة في دفع الحركة الرياضية والاقتصادية في تلك المحافظات والمدن فلا يوجد شيء مستحيل فربما نشاهد نادي عفيف في المواسم المقبلة يقارع أندية الهلال والنصر ويساهم بالتعريف بمحافظة تاريخية لها مكانتها وقيمتها التاريخية خاصة بعد التعديلات الأخيرة من الاتحاد السعودي لكرة القدم والسماح لأندية الدرجة الأولى والثانية بالاستعانة باللاعبين الأجانب و"مواليد المملكة"!