ما الهدف من المباريات الودية خصوصا القوية، الفوز والحجب عن رؤية الأخطاء، أم الخسارة ولو بنتيجة كبيرة ورؤية السلبيات بوضوح؟.. من يبحث عن العمل الإيجابي والكشف عن النواقص ومعالجتها حتما سيقول نريد أن نخسر ولكن نستفيد، ولا نفوز في المواجهات التجريبية ونظن أن العمل «تمام»، في عرف أي رياضي التحضيرات والمباريات الودية ليس المطلوب الفوز في المقام الأول، المطلوب استثمار كل تدريب ومباراة وتلقين اللاعب أشياء جديدة ومهمة تعالج ضعف مستواه، من الممكن أن تلعب مع فرق ومنتخبات (أي كلام) وتفوز وتمنح الشارع الرياضي واللاعبين تصوراً خاطئاً حول اكتمال التحضيرات وبلوغ المنتخب قمة الجاهزية، ولكن من غير اللائق أن ينكشف الواقع بمجرد بداية صافرة المباريات الرسمية، ولنا العبرة في التحضيرات لمونديال 2002 والفوز ودياً على بعض المنتخبات القوية حتى ظننا أن «الأخضر» سيصل إلى ما هو أبعد من الدور الأول فكانت صفعة ألمانيا. يقول المستشار ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ عبر سلسلة تغريدات حول الهزيمة من بلجيكا (عبدالله الحمدان على صغر سنة افضل من مستوى السهلاوي الحالي!).. ويضيف (مو معقول ماعندنا محور صريح!، لازم نعرف حجمنا… لسنا جيل ماجد والهريفي وسعيد وسامي ومسعد وجميل). ويؤكد في تغريدات أخرى (اجرب شاب… ولا اتحمل السهلاوي يوطي الكورة.. أجل طموحنا دور الثمانية… معصي… وهذا المستوى والروح.. للأسف نحن ابطال في البلي ستيشن … العيب مو في بزي.. شكلنا مطولين منتخب ابو نقطة). نقدر انفعال المسؤول الأول عن الرياضة السعودية نتيجة ربما أنه لم يتصور المنتخب السعودي بتلك الوضعية أمام بلجيكا، ولكن أليس في ذلك تحطيم وإحباط للاعبين أكثر من اللازم؟.. أليس أمامنا مباريات قوية آخرها قبل المونديال بستة أيام تقريباً كافية لكشف حال «الأخضر»؟.. لدى المدربين الكبار والمنتخبات العريقة مقياس الجاهزية والتكامل ليس الفوز في المباريات الودية إنما تفاصيل وجزئيات دقيقة تتضح صورتها بعد كل مباراة ودية، ثم ألا يتفق معنا معالي المستشار أن كل الأخطاء التي يراها – حسب وجهة نظره – هي من صنع اتحاد الكرة وهيئة الرياضة نتيجة تعاملهما مع المدرب السابق الهولندي بيرت مارفيك، «رجل التأهل» إلى نهائيات كأس العالم وجهازه الفني المساعد والجهاز الإداري، ثم خطأ التعاقد مع الأرجنتيني ادغاردو باوزا وإقالته خلال فترة وجيزة مع ماجد عبدالله؟.. هذه الأخطاء من يتحملها، هيئة الرياضة والاتحاد أم المدرب الحالي خوان بيتزي؟.. حتما لا علاقة للأخير بها هو مجرد ضيف جديد على الملاعب السعودية، والحل لا يكمن بالغضب وتحطيم المنتخب إنما بالهدوء، وتدارس الخلل وتدارك ما يمكن عمله قبل «روسيا 2018».