لا تكاد تتنفس جماهير النصر إلا ويصعقها فريقها بأزمة جديدة، فبعد المستوى الجيد الذي قدمه أمام الهلال والخروج متعادلاً بعد تقدمه حتى الدقائق الأخيرة من اللقاء، عاد ليسقط سقوطاً مدوياً أمام الباطن بثلاثية، وعلى مرأى من جماهيره وعشاقه كادت تكون رباعية بل خماسية لولا لطف الله وعنايته بقلوب هذه الجماهير العاشقة التي ملأت مدرجات الملعب، أو التي تسمرت خلف الشاشات بحثاً عن انتصار يفتح لها آفاق أمل جديد كحال غيرها من جماهير الأندية الأخرى. حالة التوهان التي يعيشها النصر والتي أحدثت صدمة نفسية لجماهيره الوفية والصابرة ليست وليدة اللحظة، فالفريق منذ ثلاثة أعوام وهو يترنح، فتجده في لقاء في القمة، وفي آخر حملاً وديعاً تتلقى شباكه كماً من الأهداف أشكالاً وألواناً من دون حراك يذكر من المعنيين بأمره. من يتفحص بدقة مكونات هذا النصر الإدارية والفنية لا يستغرب حقيقة وضع الفريق، وهذا التأرجح الكبير الذي يعيشه، فالتغييرات التي حدثت مؤخراً لهذا الكيان الكبير وصاحب الشعبية الجارفة لم تكتمل، ومن المفترض أن تكتمل أركانها وأن تشمل المركز الإعلامي وجميع المنتسبين إليه لمصلحة النصر الإعلامية بعد أن أمضى بعض العاملين فيه أكثر من 30 عاماً بلا بصمة تذكر، أيضاً كان لابد أن يشمل التغيير نصف عناصر الفريق التي تمثله حالياً بعد أن أثبتت اللقاءات والمواجهات التي خاضها الفريق أنه ليس لديها ما تقدمه للنصر خلال المرحلة المقبلة بعد أن تم استهلاكها بشعار أنديتها قبل مجيئها للنصر. الإدارة الحالية وهي المعنية بالأمر يجب أن تكشر عن أنيابها وتمارس دورها بقوة وتضع مصلحة الفريق ومستقبله قبل كل شيء، فحظوظ الفريق بالحصول على بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين كبيرة جداً بعد خروج الهلال من هذه البطولة وتراجع مستوى أندية الأهلي والاتحاد والشباب، وهذا الشيء لن يحدث إذا لم تقم الإدارة بغربلة شاملة للفريق وتحديث قائمته وإبعاد العناصر المستهلكة وإتاحة الفرصة للمواهب الشابة التي سئمت الانتظار، وهي تشاهد رجيع الأندية ومنسقيها يحتكرون المراكز بالفريق لمواسم عدة على الرغم من ضعف مردودهم الفني للفريق كوليد عبدالله، وحسين شيعان، وأحمد الفريدي، وحسن الراهب، وعبدالله مادو، وعوض خميس. هذه الأسماء التي تشكل عبئاً كبيراً على خزينة النادي المالية من دون مردود فني يوازي ذلك تحتاج لقرار إداري صارم بإبعادها عن تمثيل الفريق لتشعر بحرقة جماهيره الصابرة أو الاستغناء عنها وإتاحة الفرصة للأسماء المتعطشة لتفيد الفريق فنياً، وتعيد له هيبته، والثقة لجماهيره المحبطة من الخسائر المتتالية والتي ربما تهجر المدرجات بلا عودة في حال استمرت تلك الأسماء، واستمرت تلك الخسائر التي شوهت تاريخ النادي.