لم يزرع فريق التفاؤل في نفوس مشجعيه بذات القوة التي فعلها النصر مع مستهل هذا الموسم الذي شهد تغييرات ادارية شاملة كانت تنبىء في البداية عن اختلاف كلي في الصورة التي ستجعل الفريق يظهر بشكل مغاير تماماً في طريق عودته منافساً كما كان لا صيداً سهلاً لمنافسيه وحملاً وديعاً في أوقات الحسم في مواسمه الأخيرة!! ولكن يبدو أن جماهير النصر الصابرة كان لها الحظ العاثر بالمرصاد فسرعان ما تملكها الإحباط مجدداً وهي ترى فريقها في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد بذات الصورة الباهتة التي تركته عليها مع نهاية الموسم الماضي.. رغم المحفزات المتعددة بوجود الإدارة الجديدة بقيادة الأمير سعد بن فيصل التي بذلت جهوداً جبارة مدعومة بعودة تاريخية للجمهور النصراوي للالتفاف حول ناديه وعودة أعضاء الشرف للدعم والمساندة.. ورغم الهالة الكبيرة التي سبقت لقاء النصر بالهلال والترشيحات شبه المطلقة التي صبت في مصلحة ترجيح كفة الفريق الأصفر الذي فشل قبلها في تحقيق أكثر من مجرد نتيجة التعادل أمام كل من القادسية والأنصار في لقائيه الأوليين إلا أن مباراة الهلال الأخيرة لم تكن مجرد خسارة في مباراة تنافسية فحسب.. بل كانت دليلاً قاطعاً على استمرار تواضع ظهور الفريق النصراوي كند حقيقي لجاره اللدود!! واثبت ديربي العاصمة أن النصر ربما يكون بحاجة إلى أمد طويل جداً من العمل المتواصل لكي يعود (فارساً) لا يشق له غبار.. فحتى إجراء الغربلة الجزئية ليس مجدياً ولا يبدو هناك حل أقرب من تسريح جميع عناصر الفريق بلا استثناء إزاء العطاء المتدني الذي ظهر به لاعبو النصر بدءاً من الخوجلي وحتى سعد الحارثي الذي تخشى الجماهير بأنه تحول إلى نجم من ورق أحرقه الإعلام مبكراً.. ولعل هذه الجماهير الصابرة لم تندمل جراحها بعد منذ أن قاد نجمها الكبير فريقه في سداسية الاتحاد الشهيرة في مربع الموسم الماضي!! أما الخوجلي فكلما شاهدته أتذكر أنه كان في يوم من الأيام مرشحاً للانتقال إلى صفوف الاتحاد!! عندها فقط أدرك كم كان الاتحاد محظوظاً.. وإن أراد النصر أن يضع قدمه على أولى خطوات درب العودة فعليه الاستغناء عن الخوجلي والحارثي ومن بينهما من عناصر جيل الاخفاقات من محليين وأجانب فقد كانوا بلا روح ولا مهارات بنية جسمانية ضعيفة وإمكانات بدنية محدودة وجل الفريق قصار القامة حتى الأجانب..