لا احد يشكك في دور الجمهور الرياضي وهو أساس نجاح كرة القدم في كل بلد ، الكل يعرف تأثير الجمهور في كل بقاع العالم..!!فمهما بلغت من السلطة والذكاء والسطوة.. فبغير جمهور أنت ولا شيء. لا يختلف اثنان على أن دور الجمهور يعتبر مؤثرا جدا في نجاح أو فشل منتخبات وأندية كثيرة في كل دول العالم التي تمارس كرة القدم. ولعل السبب المباشر الذي دفعني لكتابة هذا المقال حالة الغضب التي تعتري الجمهور حين لا يرضى بالنتائج أو المستوى المقدم أمامه ، وهنا علينا دائما أن نحسب تصرفاتنا ونحكم أحاسيسنا ومشاعرنا لنطلق لها العنان في الوقت المناسب فقط لكي لا يكون لها مردود عكسي تماما للذي نريده. ولعل ما يؤكد أهمية هذا الكلام خروج الرجل الأول في إدارة النصر الأمير فيصل بن تركي عن صمته بتصريح ينتقد فيه الجمهور النصراوي على بعض تصرفاته تجاه نجوم الفريق ولهذا دلاله واضحة على أهمية دور الجمهور في جلب الانتصار أو الهزيمة فعندما شعر رئيس النصر بضرورة الخروج وتوجيه رسالة عاجلة للجمهور وبعض الصحفيين والكتاب الذين يلعبون دور مهم في تأجيج غضب الجماهير ضد نجوم الفريق. تصريح الأمير فيصل دليل واضح على أن الرجل يخشى على العمل الكبير الذي قام به خلال الفترة السابقة ، ويدرك رئيس النصر أهمية دور الجماهير في رفع معنويات أي فريق كما يدرك تماماً دور الجمهور في فشل أي فريق سواء بعدم الحضور وهجر المدرجات أو إصدار بعض هتافات الاستهجان والتجريح التي تصل لمسامع اللاعبين داخل الملعب مما يفقدهم التركيز وخروجهم من جو المباراة وهناك شواهد كثيرة تثبت هذا الأمر خصوصا في نادي النصر. تصريح رئيس النصر الأخير قد يُغضب جماهير النصر لكن تبقى مصلحة النصر هي الأهم. دائما الجماهير تتحدث وتنتقد وتهتف استجابة لعواطفهم ولن تجدهم جميعا متفقين على رأي واحد هناك من يرى بأن هذا ألاعب ممتاز ومفيد وغيره يرى عكس ذلك وهناك من يطالب باستقالة المدرب وآخر يقول المدرب ممتاز لكن لا يملك عناصر التفوق، كل هذه الأحاديث في المدرج النصراوي تحديدا. المتابع الرياضي والحريص على التواجد في المدرجات يلاحظ قسوة جمهور النصر على نجوم الفريق رغم وفائهم لناديهم وحبهم لفريقهم. يقولون” من الحب ما قتل” وهذا هو حال النصر مع جمهوره طوال العشر سنوات الماضية يؤسفني أن أقول بأن هناك نجوماً لهم ثقلهم ووزنهم بالفريق استغنى عنهم النصر بسبب أن الجمهور لا يريدهم بالفريق. تصرفات الجمهور أو ثلة منهم.. تهدم كثيراً مما يبنيه الآخرون فاللاعب نفسيته مرتبطة بما يقوله الجمهور. لم يكن تصريح الأمير فيصل بن تركي اعتباطيا بل جاء بعد تفكير شديد بعد أن لمس خطورة الموقف بعد أن شاهد عبارات غير لائقه تصدر من المدرج النصراوي تجاه أفراد الفريق داخل الملعب واختار هذا الوقت ليخرج عن صمته حتى لا يجد نفسه نهاية الموسم بلا إنجاز واستشهد في حديثه بلاعب النصر السابق ابراهيم مدخلي الذي تم استبعاده بسبب الجمهور وليس سببا فنياً وهذا يؤكد قدرت الجمهور النصراوي على التأثير على صاحب القرار في النادي سواء في هذه الإدارة أو الإدارات السابقة باستثناء إدارة الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود “رحمه الله”. بعد أن تسلم الأمير فيصل بن تركي زمام الأمور بالنصر اختفى عن الإعلام وعمل طوال فترة الصيف بصمت وأنهى الكثير من الصفقات التي غيرت شكل الفريق، بعدها خرج بتصريح يطلب من الجمهور النصراوي الصبر ويعترف بأنه لم يقدم سواء 20% من طموحاته فلماذا جمهور النصر لا يقيم ال 20% فقط ويصبر حتى يكتمل العمل!!؟. هناك من يخشى على رئيس النصر من الإحباط بسبب جمهور النصر وهناك من يخشى عليه من الممتدحين الذين لا يرون في عمله إلا الجانب الإيجابي ويغضون أبصارهم عن السلبيات لمصالحهم الشخصية في كلتا الحالتين النصر لن يتقدم وستستمر مواسم الإخفاقات. للتواصل: