في حائل تحظى دلة القهوة والمبخرة بمكانة رفيعة وتقدير في نفوس الأهالي، نظراً لارتباطهما الوثيق بالإنسان الحائلي منذ القدم، والدلة والمبخرة يعدان رمزين للمنطقة، ويحتلان حيزا كبيرا في الذاكرة الشعبية بالمنطقة، ويحضران في كثير من القصائد، والأهازيج الشعبية، وحديثا سجلا حضورا لافتا في الشوارع والميادين والحدائق العامة في حائل. المرشد السياحي عبد العزيز العباس يؤكد أن الدلة أحد أهم طقوس استقبال الضيف في حائل فتحضر له القهوة بالدلة وتقدم له، تعبيرا عن الحفاوة البالغة بقدومه، ويقدمها الأهالي أيضا هي والمبخرة كهديتين في المناسبات الاجتماعية، وهي من أكثر الهدايا تقديما عند السكن في منزل جديد. ويقول العباس إنهما من أبرز الهدايا التي يحرص الزوار والسياح القادمون للمنطقة على اقتنائها، ومن أبرز محطات السائح لحائل التوجه للأسواق الشعبية للتعرف على الدلال والمباخر والاطلاع على كيفية صناعة الحرفيين لهما. مضيفاً أن السياح يطلبون حضور المزادات الأسبوعية للقطع القديمة من الدلال ولوازم إعداد القهوة التي من أبرزها: النجر والمحماسة. ويذكر العباس أن مصنع الدلال بحائل تحول إلى مزار سياحي يؤمه السياح من المملكة والخليج، وأيضا السياح الأجانب والدبلوماسيون الغربيون. وشدد عبدالعزيز على أن المصنع مضى بهذه الشهرة كونه الوحيد بالمملكة ومنطقة الخليج، ومساحته لا تتجاوز 40 مترا مربعا، مشيراً إلى أنه يكتسب مكانته وأهميته نظراً لمنتجاته التراثية التي تستقطب الكثيرين من السعوديين والخليجيين والعرب والأجانب. وبين العباس أن أسعار الدلال مرتفعة نسبيا بسبب جودتها والسمعة التي تحظى بها وتعرف "بدقة حائل"،وغالبا ما يتم شراء ثلاث من الدلال وأسماؤهن: "المطباخة" و"المبهارة" و"المصبابة"، حيث يتجاوز سعر الطقم 2000 ريال. وينوه العباس إلى أن المبخرة تعرف أيضاً باسم نقشة حائل، وهي الأخرى تصنع محليا من خشب شجر الأثل، ويقوم على صناعتها حرفيون بالمنطقة ورثوا هذه الحرفة، ويتم توزيعها على محلات بيع الشعبيات بحائل، حيث تحظى بإقبال كبير من قبل السياح والزوار، كونها من إنتاج المنطقة، وسعرها بمتناول الجميع، مشيراً إلى أن السعر يبدأ من 70 ريالا ويصل إلى 120 ريالا بحسب الحجم. يذكر أن هناك أصنافا متعددة من الدلال أشهرها: "القريشيات" و"البغداديات" و"الرسلان"، وجميعها تعرف بمسميات واحدة في المملكة والخليج وتصنع من النحاس يدويا. وقد عرفت منطقة حائل "بالقريشيات" منذ أكثر من 100 عام، وتنسب إلى أحد أبناء منطقة حائل، واسمه جار الله الخطيب، وكان يقطن في قرية قصر عشروات، جنوب حائل، ولشهرة القريشيات يطلب نقش القريشيات، ويصل الطقم القديم من الدلال القريشيات في مزادات المقتنيات الأثرية إلى 100 ألف ريال. ومن جهته قال خالد المطرود مالك متحف أثري بحائل ويعمل بتجارة المقتنيات القديمة إن مزادات المقتنيات القديمة تشهد طلبا للدلال القديمة وأدوات تجهيز القهوة الأخرى، وذكر المطرود أن الدلال أسعارها مرتفعة. وأضاف أن متحفه يضم دلالا يتجاوز عمر البعض منها 100 عام، وبين المطرود أنه قام بشرائها من المزادات، وأبان خالد أن الدلة تحظى بمكانة كبيرة في نفوس الأهالي ولا يُستغرب أن تقام المزادات من أجلها. ويشير المطرود إلى أن زوار المتحف يتوقفون عند الدلال القديمة مطولاً، ويحرصون على التقاط الصور التذكارية لها.