تشهد سوق الأواني المنزلية دخول تصاميم جديدة لدلال القهوة العربية ذات الصناعة الأجنبية، والتي سحبت البساط من الدلة النجدية أو التقليدية القديمة، ما تسبب في انعكاسه على صناعة الدلة العربية، وبدأ المهتمون في صناعتها هجر تلك الصنعة والتوجه إلى أعمال أخرى حتى لم يبق في وقتنا الحالي إلا مصنع الدلال الوطني الذي يقع في منطقة حائل، ويعتبر الوحيد في المملكة ويصنع نوادر الدلال التي تصل أسعار بعضها إلى 35 ألف ريال في بعض الأنواع لما لها من قيمة كبيرة عند أصحاب المنطقة والمهتمين باقتنائها. يقول صاحب المصنع عايد الشمري ان مصانع الدلال تقلص عددها في الوقت الحالي ولم يبق سوى مصنع واحد وهو مصنع الدلال الوطني بسبب عدم إقبال الجيل الجديد على تعلم الصنعة، واتجاههم إلى الوظائف المكتبية، مشيراً الى أنه قام بطرح دعم لهؤلاء الشباب لتعلم الصناعة، ولكن مع الأسف لم يقبل أحد من الشباب. وأكد أن المصنع ينتج من الدلال سنوياً ما يقارب 300 دلة من أكثر من نوع يبلغ متوسط السعر لطقم الدلال (4 قطع) 8 آلاف ريال، ويقوم المصنع بتصنيع أنواع عدة من الدلال مثل البغدادية والحساوية وأيضاً القريشية، ويصل سعر القريشية إلى 35 ألف ريال للطقم لما لها من شهرة كبيرة وتميز خصوصاً من ناحية شكلها المطعم بنقوش تميزها عن غيرها وتسمى بالدلة الحائلية. وأوضح الشمري أن المصنع يقوم أيضاً بتصنيع صواني الولائم والتي تختلف أسعارها باختلاف أحجامها حيث تبلغ سعر حجم 3 أمتار 45 ألف ريال، وحجم 4 أمتار 55 ألف ريال. ويلفت انتباه من يزور مصنع الدلال الوطني دلة كبيرة بطول يصل إلى مترين تقريباً تزن أكثر من 60 كيلوغراماً يعود تاريخها لمئات السنين وتحمل الدلة رسومات وأختاماً رسمية تؤكد أن الدلة تركية الصنع تعود للدولة العثمانية ويصل سعرها إلى 65 ألف ريال. وعن كيفية حصوله عليها، قال اشتريتها قبل 25 سنة تقريباً من مكةالمكرمة ووصل سعرها الآن إلى 65 ألف ريال ولكنني لن أبيعها لندرتها. واوضح الشمري ان الإقبال على شراء الدلال كبير من دول الخليج المجاورة خصوصاً قطر. وطالب الجهات المسؤولة بدعم صناعة الدلال والمحافظة عليها خصوصاً أنها تعاني من هجر المصنعين لها، ومحاولة دعم المصنعين وتوفير الإمكانات ليعودوا إلى صناعتهم ويزيدوا من حجم منتجاتهم، وتوفير الدورات لتدريب الجيل الجديد على الحرف والصناعات ومكافاءتهم لكي لا تندثر هذه الصناعة. من جانبه، أكد نائب المدير العام لشركة السيف احمد السيف أن منتجاتهم تصنع في كوريا من مادة الإستانلستيل التي تحتفظ بجودتها لفترة طويلة ولا تحتاج إلى عناية وإعادة طلائها بمادة الرب كما كان في الدلة التقليدية، ما جعلها تنتشر ويكثر الطلب عليها. واوضح ان ما ساعد في انتشارها على حساب التقليدية هو التصاميم الحديثة التي اشتهرت بها، فكل سنة تخرج الشركة بتصاميم جديدة مثل: دلة الأصالة، ودلة الرومانسية وغيرها من التصاميم. واشار الى أن تصنيع الدلال في المملكة ما زال يحتاج إلى الدعم خصوصاً أن التركيز خلال السنوات الماضية كان مقتصراً على صناعات الحديد والمكيفات، وغيرها من الصناعات ولم تحظ صناعة الدلال بنصيبها من الاهتمام، ما جعل تصنيعها في المملكة يندثر. وقدر السيف حجم انتاجهم من الدلال فقط بنحو 360 ألف دلة سنوياً، ويصدر منها قرابة 12 في المئة إلى دول الخليج وبقية النسبة من نصيب المملكة. من جهته، قال صاحب محال الفواز للأواني سالم الفواز ان الدلة النجدية أو التقليدية كما يطلق عليها لم تعد تلاقي رواجاً من الزبائن بسبب الأشكال والتصاميم التي ظهرت بها الدلال الحديثة التي زاد الطلب عليها بشكل كبير خصوصاً من النساء، إذ يصل الطلب عليها منهن بنسبة 80 في المئة مقارنة بالرجال. وأكد الفواز أن التقليد دخل على سوق الدلال، إذ تشهد أسواق الأواني عدداً كبيراً من الدلال المقلدة من الصين ومن مواد مضرة بالصحة، وعادة يقبل عليها الناس لسعرها المنخفض. واوضح الفواز أن أسعار هذه الدلال المقلدة تتراوح بين 100 و 150 ريالاً في حين أن الأصلية تتراوح بين 300 و350 ريالاً.