لم يكن ينقص العروس إلا أن تكتسي ببياض يسترها ويزيّن ملامحها ، وعروقها تتدفق وتجري لتحيا بأحسن حال وأجمل صورة وأبهى حُله تشاهدها بها ، "حائل" تعلق بها أهلها الراحلون عنها والباقون وحتى المارون بها من غير أهلها -وقد ذكر المؤرخ الحائلي الأستاذ محمد بن فالح الضبعان في بعض أخبار المستشرقين أنهم اعجبوا كثيراً بها وأحبوا أهلها – أرتباطهم ليس لمثل هذه الاجواء الساحرة ولكن عندما تحضر يكون ذلك أقوى وأمتن ، اسألوا مشتاقاً غاب عنها لفترة وإن شئتم ابحثوا عن شعور الشاعر مسلم البرازي عندما كتب "يانسمة الوادي ، ياوردة بلادي ، حايل ربى الشادي ، يا نرجس وكادي " صادقاً بكل كلمة خرجت بعفوية وبروح المحب والعاشق لهذه المنطقة التي عندما تدمع غيومها تنهمر فرحاً بمعانقة تلك الهضاب والاودية والنفود الكبيرة ، ودائماً اردد إذا كان أهلنا في المنطقة الشرقية يفاخرون بثروتنا الوطنية والذهب الأسود المتدفق من اراضيها فإننا في حائل نفاخر بكنوز وطنية على اراضينا فقد وهب الله لنا جميع التضاريس ولا تجتمع إلا في حائل ، ولن اتجاوز عند استعراض تأريخ المنطقة "حاتم الطائي" الذي يُضرب بكرمه المثل منذ 14000 سنة و إلى أن تقوم الساعة . حائل تفتح ابوابها لضيوفها ففتح الله لها ابواب الرزق من السماء وما فيها من خير ولله الحمد والمنه ذلك بفضل الله اولاً وأخيراً ثم بإستجابة للدعاء المبارك من أهلها الطيبين الكرماء ، حائل عندما تعامل الفصول الأربعة بمسمياتها فإنها تجسد صورة تلك الفصول الشتاء بقساوته وشدته والربيع بغطائه واخضراره وبقية الفصول كما هي تماماً لذلك لا نستغرب ابداً كثرة المحبين وزحمة قصائدهم التي تغنوا بها عشقاً لحائل وأهلها ، اللهم زدنا محبة وزدنا من فضلك فبجودك نجود يا جواد يا كريم . فواصل حائلية : – ومن غيرها لا ينافسنا في عشقها إلا السحاب بأمطاره ..!! – ومن غيرها لا يزحمنا في حبها الا الربيع بأزهاره ..!! – ومن غيرها أهرب عن أخبار العالم الموجعه لاخبارها المبهجه ..!! – ومن غيرها قطعة من ثرى وطني الوسيع افخر بأني مولوداً بها ومنها ..!! – ومن غيرها لا تحتاج لتحلية مياه ولا تنقية وفلترة أجواء ..!! – ومن غيرها تحتار اتجلس في بطحائها أو نفودها بين سهولها وجبالها ..!! – ومن غيرها تحتضن الكرام حتى أصبحت مضرباً للكرم والجود والسخاء ومنارة له .