حذرت أنقرة من أنها سترد عسكريا على أي انتهاك لحدودها من قبل قوات النظام السوري التي أسقطت إحدى الطائرات الحربية التركية، فيما أدان حلف شمال الأطلسي «الناتو» في اجتماعه في بروكسل إسقاط الطائرة مؤكدا أن أمن الحلف لا يتجزأ ، وسط تقارير عن اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومسلحي المعارضة حول مقار الحرس الجمهوري المكلف بحماية العاصمة دمشق وريفها في قدسيا والهامة ودمر، وأفاد ناشطون عن سقوط 110 قتلى في مختلف أنحاء سورية. رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن قواعد الاشتباك تغيرت بالنسبة لقوات بلاده، مؤكدا أن أي عنصر عسكري قادم من سورية يشكل تهديدا أو خطرا أمنيا على الحدود التركية سيعتبر هدفا عسكريا. ووصف أردوغان في كلمة القاها أمس امام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في البرلمان، اسقاط الطائرة بأنه عمل عدواني واعتداء جبان من نظام الأسد ضد تركيا. وقال إن تركيا ستمارس حقوقها المنصوص عليها في القانون الدولي بحزم، وستتخذ الخطوات الضرورية عن طريق تحديد الوقت والمكان والطريقة لذلك بنفسها. وتابع هذا الحدث الاخير يظهر ان نظام الاسد اصبح يشكل تهديدا واضحا وقريبا لأمن تركيا وكذلك لشعبه. وشدد على ان الطائرة وهي من طراز «اف-4 فانتوم» اسقطت الجمعة الماضي خلال قيامها بطلعة تدريب غير مسلحة في المجال الجوي الدولي وليس في المجال السوري كما تزعم دمشق. وبناء على طلب من تركيا، عقد الحلف الاطلسي أمس اجتماع ازمة في بروكسل ترأسه الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن بحضور اعضاء الحلف ال28. وقال راسموسن في تصريحات للصحافيين عقب الاجتماع «هذا عمل غير مقبول ونحن نندد به بأشد العبارات ... لقد اعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا». واعتبر ان الهجوم على الطائرة الحربية التركية مثال اضافي لعدم احترام سورية للقوانين الدولية وللسلام والأمن وللحياة البشرية. وتابع أمن الحلف لا يتجزأ. ومن جهته أعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض إسقاط القوات السورية للطائرة التركية غير مقبول، مؤكدا وقوف واشنطن إلى جانب تركيا، وتابع أن الانشقاقات الرفيعة المستوى لمسؤولين سوريين دليل على تشوش في داخل نظام الرئيس بشار الأسد الذي بدأ يفقد السيطرة على البلاد. وشدد على أن العملية الانتقالية لا يمكن أن تشمل الأسد. وأشارت الولاياتالمتحدة الى ان الاحتمالات تتزايد بشأن مشاركتها في الاجتماع الدولي حول الازمة السورية، الا انها رفضت الدعوات الروسية لمشاركة إيران في الاجتماع الذي يسعى مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي عنان الى عقده في جنيف السبت المقبل لحشد الدعم لخطته المتعثرة. وقالت واشنطن انها تريد الحصول على تطمينات بان الاجتماع سيكون مثمرا، لافتة الى انها تحرز تقدما بشأن الحصول على هذه التطمينات. على صعيد آخر اكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون انه دخل الى الاراضي السورية لبضع ساعات أمس وعقد جلسات مع عناصر الجيش السوري الحر في أول زيارة له للبلاد منذ اكثر من سنتين. ونشر ناشطون مقاطع فيديو على شبكة الانترنت اظهرت اجزاء من زيارة غليون، حيث بدا في أحداها وهو يقبل الأرض. Tweet