أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “اندرس فوغ راسموسن” أمس أن إسقاط سوريا لطائرة حربية تركية هو عمل “غير مقبول”، مؤكدا أن الحلف يقدم لأنقرة “دعمه وتضامنه” معها. وقال راسموسن أمام الصحافيين “هذا عمل غير مقبول ونحن نندد به بأشد العبارات … لقد أعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا”، موضحا أن الحلف ما زال “يدرس” الملف. وتابع إن “أمن الحلف الأطلسي لا يتجزأ ونحن إلى جانب تركيا بروح من التضامن القوي”، وذلك في أعقاب اجتماع طارئ للحلف في مقره في بروكسل على مستوى سفراء الدول ال28 الأعضاء. عقد اجتماع الحلف بناء على طلب من تركيا التي استندت إلى المادة الرابعة من معاهدة الحلف والتي تنص على أنه بإمكان أي بلد عضو في الحلف الأطلسي أن يرفع إلى مجلس الحلف مسألة لمناقشتها مع باقي الأعضاء عندما يعتبر أن ثمة تهديدا لوحدة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه. واعتبر راسموسن أن الهجوم على الطائرة الحربية التركية “مثال إضافي لعدم احترام سوريا للقوانين الدولية وللسلام والأمن وللحياة البشرية”، لكنه لم يأت على ذكر الخيار العسكري.واعتبر الخبير في الشؤون التركية الدكتور عبدالله الشمري أن تركيا ليست دولة ضعيفة، فقواتها الجوية قصفت أخيراً مواقعا لمقاتلين أكراد شمال العراق، إلا أنها تحتاج لغطاء دولي أو عبر الناتو في حال قررت الرد على سوريا، ومثلت الضربة إحراجا لأردوغان، وإذا لم يتحرك بقوة، سيفقد ما تبقى له من شعبية في العالم العربي. وقال الشمري ل “الشرق” إن حزب العدالة والتنمية سيخسر كثيرا داخليا وستظهر الحكومة التركية وكأنها فشلت في استعادة الكبرياء التركي والتي تم المساس به أكثر من مرة من قبل بشار الأسد. وأشار الشمري إلى استعداد بريطاني حسب ما نشرته صحيفة”ديلي ستار صندي” يوم الأحد، إن بريطانيا وضعت مقاتلات على أهبة الاستعداد لشن هجوم على سوريا، بعد تعهد تركيا بالثأر منها لإسقاطها طائرتها الحربية، مع ذكر مصادر بريطانية أن أية ضربة انتقامية تشنها تركيا يمكن أن تعني مشاركة مقاتلات بريطانية في دعم حليفتها بمنظمة حلف شمال الأطلسي. واختتم الشمري أن مصادر تركية شبه رسمية لا تستبعد أن تكون روسيا متورطة في حادثة إسقاط الطائرة وهذا سيضع روسيا في مواجهة مع حلف شمال الأطلسي والذي لا يبدي قادته ضجرهم من محاولة روسيا استعادة قوتها التي فقدتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991م. وتأتي التجاذبات التركية السورية بالتزامن مع حرب إعلامية أو كلامية إن جاز التعبير على خلفية إسقاط طائرة تركية مطلع الأسبوع الجاري.