دارت في ضواحي دمشق حول مقرات الحرس الجمهوري المكلف بحماية دمشق وريفها أمس، اشتباكات عنيفة، اسفرت عن مقتل 27 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أفاد بمقتل 59 شخصا آخرين بينهم 32 جنديا من القوات النظامية في اشتباكات وقصف واطلاق نار وانفجارات في مناطق اخرى. يأتي ذلك، فيما قال البيت الابيض إن الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق واسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية هي جميعها مؤشرات على ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد. واشار المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الى «الانشقاقات العالية المستوى» التي حدثت مؤخرا في صفوف الجيش. إلى ذلك، اكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون انه دخل الاراضي السورية أمس لبضع ساعات واجرى «جلسات مع الثوار»، لدعمهم معنويا، وهي الزيارة الاولى له منذ اكثر من سنتين واعتبر غليون ان «النظام مهلهل لدرجة انه لا يقدر ان يضبط أي شيء. لقد تجولنا في مناطق عدة في ادلب وواضح ان النظام يفقد السيطرة على الارض». وتابع «هذا دافع ليأسه ويأس انصاره». وقال غليون انه شهد في زيارته لادلب «ولادة سوريا الجديدة، فكل القرى فيها لجان محلية للمعونة والادارة والتنظيم والتنظيف...سوريا اليوم تبنى بايدي ابنائها». ونشر ناشطون مقاطع فيديو على شبكة الانترنت اظهرت اجزاء من زيارة غليون، فبدا في احداها وهو مرتد عباءة وكوفية ويقبل الارض. وفي شريط ثان، يظهر غليون مع عدد من الشبان جالسين على الارض في غرفة، بينما وقف عناصر باللباس العسكري والاسلحة الرشاشة الى جانبهم. وفي شريط ثالث، يبدو غليون وهو يرتدي العباءة البيضاء مجددا، بينما تحيط به مجموعة من الشبان. وفيما اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده تعيش «حالة حرب حقيقية»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا». حذرت تركيا الثلاثاء من انها سترد عسكريا على اي انتهاك لحدودها من قبل سوريا التي اسقطت احدى طائراتها الحربية، فيما دان الحلف الاطلسي في اجتماعه في بروكسل اسقاط الطائرة رغم انه لم يتحدث عن اي تدخل عسكري في سوريا. وادى اسقاط المقاتلة التركية وهي من طراز اف-4 الى احداث انقسام جديد بين موسكو والغرب، حيث دان الحلف الاطلسي سوريا واعرب عن تضامنه مع تركيا، العضو في الحلف، فيما اكدت روسيا، الحليف القوي لسوريا، انه يجب عدم اعتبار الحادث متعمدا». وفي كلمة امام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في البرلمان، وصف اردوغان اسقاط الطائرة انه «عمل عدواني» و»اعتداء جبان من نظام الاسد» ضد تركيا. وقال «تركيا ستمارس حقوقها المنصوص عليها في القانون الدولي بحزم، وستتخذ الخطوات الضرورية عن طريق تحديد الوقت والمكان والطريقة لذلك بنفسها». وقال «هذا الحدث الاخير يظهر ان نظام الاسد اصبح يشكل تهديدا واضحا وقريبا لامن تركيا وكذلك لشعبه».