نشر الاحتلال الإسرائيلي حواجزه على أبواب المسجد الأقصى المبارك وعلى مداخل البلدة القديمة ودفع بأعداد كبيرة من جنوده استعدادا لصلاة الجمعة. في غضون ذلك أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوتر في القدس. وقد قررت قيادة الشرطة الإسرائيلية منع الرجال ممن تقل أعمارهم عن أربعين عاما من دخول الحرم القدسي المبارك. وقال بيان للشرطة إن الإجراء اتخذ على ضوء معلومات عن نية شبان فلسطينيين الإخلال بالنظام العام. وكان 150 على الأقل من المتطرفين اليهود قد اقتحموا أمس باحات المسجد تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، وشارك في الاقتحام نشطاء من حزب الليكود الحاكم. وأحاطت قوات الاحتلال الحرم القدسي بثلاث حلقات أمنية ودفعت بمئات من عناصرها في البلدة القديمة. في المقابل، دعت حركة (حماس) الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج للنفير العام دفاعا عن المسجد الأقصى بكل الوسائل لإجهاض "المخطط الصهيوني" لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، داعية الحكومات والهيئات والمنظمات إلى اعتبار الدفاع عن المسجد الأقصى أولوية دائمة. ورأت حماس -في بيان لها- أن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى "جريمة تستوجب ردا سياسيا قويا على مستوى الأمة". كما حذّرت حركة الجهاد الإسلامي سلطات الاحتلال من مغبة تصعيد العدوان، وقالت في بيان صحفي إن الاعتداء على الأقصى خط أحمر سيقلب كل الحسابات. وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد أدانت بشدة الاقتحامات الأخيرة للأقصى من قبل المتطرفين اليهود، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن القدسالشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، وأضاف "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الاعتداءات على مقدساتنا". ودعا أبو ردينة العالمين العربي والإسلامي إلى التحرك الفوري والضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها المستمرة لتهويد المسجد الأقصى. وكان مجلس الأمن الدولي دعا إلى الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للحرم القدسي الشريف. كما طالب في بيان بالوقف الفوري لكل أشكال العنف، معربا عن قلقه البالغ من التوتر في محيط الحرم القدسي. وأشار إلى أهمية الدور الخاص للأردن في الحرم القدسي وَفقا لمعاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994. وحث المجلس جميع الأطراف على التعاون لخفض التوتر والعنف والامتناع عن التحريض والأعمال الاستفزازية. وقد أجرى الملك السعوي سلمان بن عبد العزيز اتصالاً هاتفيا مع الرئيس الأميركي باراك أوبامابشأن التطورات المتسارعة في المسجد الأقصى. ودعا الملك السعودي إلى ضرورة بذل الجهود والمساعي الأممية الجادة والسريعة لاتخاذ جميع التدابير العاجلة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. كما أجرى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأقصى، واتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود من أجل اتخاذ موقف موحد لدعم وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، ووضع حد للعدوان الإسرائيلي على الأقصى.