ثمنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس، مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود _ حفظه الله _ في التصدي لمحاولات حكومة الاحتلال الإسرائيلية تمرير مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، ورفض المخططات الإرهابية الإجرامية التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك. وطالبت اللجنة التنفيذية في بيان أمس، بضرورة إلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلية بالتوقف عن تنفيذ هذه المخططات الإجرامية الخطيرة التي تدفع المنطقة وشعوبها إلى دوائر العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء، داعيةً إلى عقد جلسة فورية لمجلس الأمن لاتخاذ ما يلزم لوقف هذه المخططات الإسرائيلية. وأكدت اللجنة التنفيذية أن الحكومة الإسرائيلية تستغل الانشغال العربي في قضايا سوريا واليمن وليبيا وانشغال أوروبا بملف اللاجئين، وكذلك انشغال العالم بملف الاتفاق النووي الإيراني لمحاولة فرض الحقائق على الأرض، فيما يتعلق بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى. ودعت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية المسلمين لوقفة جادة ضد إسرائيل. فيما واصلت إسرائيل، أمس، حربها الدينية ضد المسجد الأقصى، وتجددت المواجهات في الحرم لليوم الثالث على التوالي بين قوات الأمن الإسرائيلية وشبان فلسطينيين، ما يثير قلق الأممالمتحدة والولايات المتحدة، وهبت القدس وابناء الضفة الغربية وعرب 1948 للدفاع عن الحرم القدسي، ونبهت رام الله إلى أن "مواصلة إسرائيل اعتداءها السافر على المسجد الأقصى وتجاهلها لكل الدعوات العربية والدولية لوقف هذا التصعيد، يستدعي تحركا عربيا، وإسلاميا ودوليا لهذه الحرب الدينية التي فرضتها إسرائيل، والتي ستجر المنطقة إلى حروب لا تنتهي"، ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأممالمتحدة للتحرك حيال انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى، مشيرا في اتصال هاتفي أجراه، الليلة قبل الماضية، مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى "الزيادة الملحوظة، للمساعي الإسرائيلية المثيرة للقلق لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا". استمرار المواجهات ومنذ يوم الأحد، مع بدء السنة العبرية الجديدة، يشهد المسجد الأقصى مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وعناصر الشرطة الإسرائيلية. وأصيب 26 فلسطينياً، أمس، ونقل اثنان منهما إلى المستشفى بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، بينما أصيب خمسة من رجال الشرطة الإسرائيليين. ومنذ الأحد، زار نحو ألف غير مسلم المسجد الأقصى في البلدة القديمة مع حلول السنة العبرية الجديدة. وعززت هذه الزيارات مخاوف الفلسطينيين من قيام إسرائيل بتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً بين اليهود والفلسطينيين، في ساعات الصباح لليهود وباقي اليوم للفلسطينيين. ومع فتح أبواب المسجد للزيارة، صباح أمس، في تمام الساعة السابعة ونصف، تجددت المواجهات مرة أخرى، بين شبان ملثمين ينامون في المسجد منذ ثلاثة أيام مع مئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية في الموقع. وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري، إن "الشرطة والاستخبارات حصلت على معلومات حول وجود شبان عرب يتحصنون داخل المسجد الأقصى،" ولذلك تم حشد قوات إسرائيلية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء. وفي خطوة نادرة، دخلت الشرطة الإسرائيلية، صباحاً، المصلى القبلي داخل المسجد. وقال فراس الدبس المسؤول الإعلامي عن المسجد الأقصى لوكالة فرانس برس: "اليوم هو أعنف يوم، كان الأمر جنونياً وهناك انتشار كبير للقوات الخاصة" مشيراً إلى أن قوات خاصة وقناصة إسرائيليين يحاصرون المسجد حاليا. وأضاف: "اقتحموا المصلى القبلي ووصلوا حتى منبر صلاح الدين، لكنهم تراجعوا لصلابة المقاومة فيه" من الشبان الفلسطينيين. ومن جهتها، نفت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري دخول القوات إلى المسجد موضحة: "لم يكن هناك أي دخول إلى داخل تخوم المسجد الأقصى". وبحسب سمري، فإن "القوات عملت على إزالة المتاريس والقضبان الحديدية والخزائن عند الأبواب خلال فترة زمنية قصيرة وبعدها تم إغلاق الأبواب وعادت القوات إلى الوراء". وأعلن الدكتور أمين أبو غزالة من الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس في تصريح صحافي، إن "مجمل إصابات اليوم التي تعاملت معها طواقمنا هي 26 إصابة حتى اللحظة، تم نقل اثنتين من الإصابات إلى المستشفى". وأضاف: "توزعت الإصابات بين الضرب بالهراوات والرصاص المطاطي وتركزت بالأجزاء العلوية من الجسم". وامتدت المواجهات إلى أزقة البلدة القديمة في القدس وألقت قوات الشرطة قنابل صوت على المتظاهرين الفلسطينيين وعرب إسرائيليين رددوا شعارات احتجاجية، بينما رافقت قوات شرطية زوارا يهودا إلى المسجد. وأكد خالد تفاحة (46 عاما) وهو تاجر فلسطيني، لوكالة فرانس برس: "أنا وأولادي وأحفادي مستعدون للتضحية بدمائنا من أجل الأقصى" مؤكدا أن "الإسرائيليين يريدون تقسيم الأقصى ولكنهم لن ينجحوا". واستنكرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات تحويل المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية لليوم الثالث على التوالي، إضافة إلى استمرار اقتحام قوات الاحتلال لباحاته، وإطلاقها قنابل الصوت، والغاز، والأعيرة المطاطية، ومهاجمتها للمصلين، وطلاب المدارس، والاعتداء عليهم بطريقة وحشية. واعتبر الأمين العام للهيئة حنا عيسى في تصريح صحفي، الاعتداء على حرمة الأقصى وتدنيس باحاته من المستوطنين اليهود بحراسة الشرطة الإسرائيلية "حلقة من حلقات المسلسل الإجرامي"، الذي يستهدف فرض سياسة الأمر الواقع، في تقسيمه زمانيا ومكانيا. هيئة كبار العلماء وأصدرت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بياناً حول اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وباحاته وإلقاء الغازات المسيلة للدموع على المصلين داخل المسجد القبلي، مما نتج عنه إصابة العديد منهم باختناق مع استخدام الرصاص المطاطي في إخلاء باحات الأقصى من المصلين والمعتكفين والاستمرار في هذه الجرائم في عنجهية مفرطة من دون أن يردع هذه القوات الغاشمة رادع. وقال البيان: "إن ما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني من استهداف مقدسات المسلمين والمصلين المسالمين يستدعي من المسلمين كافة ومن الدول والمؤسسات التي تنادي بحقوق الإنسان وقفة جادة تجرم جرائم الاحتلال المستمرة ضد إخواننا الفلسطينيين، وما تمارسه بإصرار وترصد يستهدف النيل من المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم". وأضافت، أن "المسلمين وهم يقصدون بيت الله الحرام في هذه الأيام الشريفة، في أجواء إيمانية عظيمة بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من إمكانات وقدرات يعجز البيان عن وصفها؛ ليستنكروا غاية الاستنكار هذه الاعتداءات المستمرة من قوات العدو الصهيوني التي تهدف إلى إثارة الذعر بين المصلين في المسجد الأقصى لتنفيذ مخططات لا تخفى على أحد، وعلى المسلمين كافة أن يتنادوا لردع العدو الصهيوني عن التعدي المتكرر على المسجد الأقصى، وإنا لنشدّ على أيدي المرابطين الذين يدافعون عن انتهاك حرمة الأقصى من تدنيس اليهود الغاصبين". وسألت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، الله، أن" يعجل بإنقاذ المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاصبين ليكون ثالث المسجدين في أمن وأمان". قلق أمريكي وأبدى المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان: "القلق الشديد" للولايات المتحدة وناشد الطرفين "الحفاظ على الوضع الراهن" في باحة المسجد الأقصى القائم منذ العام 1967. ومون قلق من جهته، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن "قلقه إزاء التصعيد في الأماكن المقدسة وأعمال عنف أخرى بينها وفاة إسرائيلي" فقد السيطرة الأحد، على سيارته إثر تعرضه لرشق بالحجارة في حي فلسطيني في القدس. قمة إسلامية طارئة من جهته، دعا رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني إلى قمة إسلامية طارئة لبحث التصدي للعدوان الإسرائيلي والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، معربا عن إدانته الشديدة لقرار الحكومة الإسرائيلية بفرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة على المسجد الأقصى المبارك وباحاته، عبر أجهزتها وأذرعها العسكرية، وذلك من الساعة السابعة صباحا إلى الحادية عشرة كمرحلة أولى. وقال في تصريحات قبيل مغادرته القاهرة، أمس، عائدا الى رام الله، إن الحملة العسكرية المنظمة التي قامت بها أجهزة الاحتلال لتثبيت التقسيم الزماني كأمر واقع مستمر، ولتكريس وتشجيع اقتحامات اليهود المتطرفين لباحات الأقصى، بمشاركة وزير الزراعة الإسرائيلي "أوري أرئييل" من حزب البيت اليهودي، بحماية مكثفة من قبل قوات الأمن هو مقدمة لفرض التقسيم المكاني أيضا. وحذر المالكي وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم من أن القدس في خطر حقيقي، ولابد من هبة حقيقية وحراك حثيث لردع حكومة المتطرفين في إسرائيل لمنع مواصلة مخطاطاتها التهويدية في القدس كما حذر الاحتلال من جر المنطقة بأكملها إلى حرب دينية عبر استمرار استهداف الأقصى ومنع المسلمين من دخوله، وعلى المجتمع الدولي، والعالمين العربي والإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، الذي يمثل "ربع الساعة الأخير" في تقسيم المسجد الأقصى. حرب دينية وحذرت الرئاسة الفلسطينية، أمس الثلاثاء، من استمرار "الاقتحامات والاستفزازات" الإسرائيلية في القدس "سيكون له عواقب وخيمة". وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه ، في بيان: إن "استمرار الاقتحامات والاستفزازات اليومية في القدسالمحتلة واستمرار استخفاف إسرائيل بالمشاعر الدينية الفلسطينية والعربية، سيكون له عواقب وخيمة". وأضاف: "على إسرائيل ألا تعتقد أن الضعف العربي الحالي تستطيع استغلاله"، مؤكدا أن الواقع الحالي "سيتغير وفق حركة التاريخ، ولصالح فلسطين، والأمة العربية". وأكد أبو ردينة أن "إرادة الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تنكسر، وأن التراخي الدولي والانحياز الأمريكي بدعم إسرائيل ستكون له نتائج سلبية على المنطقة". وذكر الناطق باسم الرئاسة، أن الرئيس محمود عباس "أجرى سلسلة من الاتصالات وبعث برسائل لكافة الأطراف مطالبا بمواقف مشتركة وجادة لحماية القدس والمقدسات قبل فوات الأوان".