كشف تقرير صحفي أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تخطط لعملية عسكرية في سوريا قد تتضمن شن هجوم إلكتروني على دفاعاتها الجوية، غير أن محللين حذروا من أن من شأن تدخل كهذا أن يشعل حربا أهلية باهظة التكلفة. وذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن الوزارة الأميركية تعكف على إعداد خطة طارئة لعملية عسكرية تشمل ضمن ما تشمل هجوما إلكترونيا. وعلى الرغم من أن خبراء التخطيط العسكري يبدون تفاؤلا بهذا الصدد إيمانا منهم بأن الولاياتالمتحدة تملك من التفوق العسكري الهائل والبراعة التكتيكية الفائقة على الدفاعات الجوية -التي تصفها الصحيفة بالقوية- وعلى القوات الجوية لسوريا، فإن المحللين العسكريين يحذرون من أن أي تدخل عسكري غربي قد يفضي إلى اندلاع حرب أهلية في سوريا تفوق حرب العراق دمارا وأضرارا. وتقول الصحيفة إنه يتعين الانتظار لمعرفة ما إذا كان عمق تلك الهواجس السياسية التي أبداها المحللون العسكريون سيبطل أي حديث عن جدوى الخطة العسكرية الأميركية في ردع النظام السوري. وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد حذر يوم الجمعة الماضي من أن الوضع في سوريا "لم يعد محتملا" وأن على الرئيس بشار الأسد أن يتنحى عن السلطة، لكنه أضاف قائلا إن أي عملية عسكرية تنوي الوزارة القيام بها لن ترى النور من غير دعم عريض من المجتمع الدولي. ولم تتمكن الولاياتالمتحدة والقوى الغربية الأخرى حتى الآن من التغلب على اعتراضات روسيا والصين على أي مبادرات دبلوماسية من شأنها أن تفسح المجال لاستخدام القوة في سوريا. وحتى إذا ما تسنى للبنتاغون الحصول على ذلك الدعم العريض، فإن العملية العسكرية لن تكون سهلة أو كتلك التي جرت في ليبيا مثلا. وترى الصحيفة أن شن هجمات بطائرات بدون طيار لن تكون لها كبير جدوى في "مجال جوي تنافسي" ذلك أنه من السهولة بمكان إسقاطها، كما أنها تفتقر إلى القدرة على تفادي أجهزة الرادار. ومن المرجح كذلك أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس خيارات بشن هجمات إلكترونية على دفاعات سوريا الجوية وفق الجنرال الجوي المتقاعد ديف ديبتولا، وهو الذي خطط عملية عاصفة الصحراء في حرب الخليج الثانية أو ما يعرف بحرب تحرير الكويت عام 1991. وقال ديبتولا إن الأسد "زعيم يتعين إزاحته ما في ذلك شك، لكن السؤال هو ما هي أنجع طريقة لذلك؟". ويرى أرام نيرغويزيان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن ثمة اعتقادا متعاظما أنه لا بد من استقاء الدروس والعبر من حرب العراق وليس ليبيا لتفكيك دولة مثل سوريا. إن سوريا، شأنها شأن العراق، تعاني من انقسامات طائفية وقبلية وفوارق اجتماعية واقتصادية عميقة الجذور. بيد أن نشوب حرب أهلية في سوريا قد يتسم بفوضى أشد وربما تمتد لتمس دول الجوار. ويضيف نيرغويزيان أن سوريا لا تتمتع بخبرة كافية في مجال الإصلاح التربوي وبناء المؤسسات والتعديلات الهيكلية كما العراق، مشيرا إلى أن سوريا ظلت لأمد طويل أشبه ما تكون بجمهورية موز ما برحت تكابد لعقود من الانقلابات والانقلابات المضادة. Tweet