حددت أمانة حائل مصير "البساطات" والحرفيات في سوق برزان القديم وسط حائل إما الرحيل إلى سوق مغلق أو "قشع" المباسط، بعد عقود من مجاورتهن لأرصفة الطرقات في سوق برزان. وبحسب البساطات فإن السوق المراد تحويلنا له كان سوقا للخضار ويفتقر إلى أبسط مقومات الاستمرارية ودورات المياه وعدم وجود عوازل تقيهن برودة الشتاء وحر الصيف، وعذر الأمانة هو عدم تشويه المنظر. وفي جولة داخل السوق التقت الوطن خلالها بالبساطات، بينت أم عبدالله إحدى أقدم البساطات في السوق - لها 30 سنة في سوق برزان - أنه طوال هذه السنوات لم يطلب منها الرحيل إلا هذه السنة وأنا أصرف على نفسي وأنا أولى من الغريب. واستغربت المسنة أم عبدالله تصرف مندوبي الأمانة برفع صوتهم علي وأنا أكبر من جداتهم بنقل مبسطي إلى السوق المهجور المغلق، والله يابنتي لن أنقل مبسطي لأني شفت من هذا المبسط الخير الكثير ولي أكثر من 30 سنة محتشمة ومحترمة ولم يشكني أحد. وأضافت أم عبدالله لماذا هذه السلطة على امرأة ضعيفة مثلي وأنا أريد أن أقول كلمة قالها لي أحدهم بهذه العبارة (إن ما شلتي مبسطك سوف أزيل مبسطك بالدركتر). وربطت البائعة أم محمد بين فشل برنامج لخدمة المجتمع وبين افتتاح سوق نسائي والسوق الجديد لأنهما مغلقان وممنوع دخول الرجال ونحن معظم زبائننا رجال يشترون منا الكليجا والنعناع والبهارات والملابس الشعبية، وخاطبت أم محمد الأمانة بأن السوق سوف يفشل لأنه بعيد عن الزبائن وممنوع دخول الرجال حتى مع العوائل وأقول اتقوا الله نحن نقوم بدور الأم والأب وأنا مطلقة أعول أولادي في بيت إيجار وهذه تعتبر وظيفتي التي أكسب منها قوت يومي. وردت أم محمد على ما ذكره مسؤولو الأمانة بأنهن شوهن منظر المدينة، بقولها إن هناك الكثير في المدينة يحتاج للتجميل أهم من مبسط الرصيف، ولن أترك مبسطي لأن أبا متعب ما زال على قيد الحياة ولن ننظام وأبونا الملك عبدالله موجود. واستغربت بائعة أخرى تدعى أم عبدالله من عذر مندوب الأمانة بترحيلنا بأننا شوهنا المنظر على الرغم أن لي 15 سنة في الرصيف لم يأت أحد ويتفوه بذلك من قبل بل على العكس زبائننا في ازدياد وخاصة السياح والزوار في العطل والمهرجانات السياحية. وتساءلت أم عبدالله كيف يتم نقلنا إلى سوق مغلق بعيد عن السوق العام ونحن هدفنا الأول الزبائن. وقالت أم عبدالله نحن لم نأت لنشوه ونخرب منظر المدينة، نحن نتمنى أن نسكن في قصور ويوجد لدينا رجال يعولوننا من مشقة الوقوف تحت الشمس والمطر والبرد والغبار، وهم يعتقدون أننا مسرورات في البيع على الرصيف، نحن مطلقات وأرامل نسكن في بيوت إيجار ونعول أبناء بعضهم في المدارس ويحتاجون متطلبات الدراسة وبعضهم عاطل عن العمل. حاولت "الوطن" وعلى مدى أربعة أيام الاتصال بالناطق الإعلامي في أمانة حائل والذي كرر رفضه التصريح على هذه القضية. وعرض مستثمر قديم في سوق برزان ورجل الأعمال مشاري المشاري اقتراحا بأن يغلق شارع باب الصفاقات مدخل سوق برزان أمام السيارات كما هو متبع في الأعياد إلى سوق سماح سنتر ويحول الطريق للمشاة وينزع السوق النسائي المغلق (الكبره سابقا) ويخصص فقط مواقف للسيارات وتحديد طريق للطوارئ فقط.