قال المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الأربعاء، إن المعارضة والحكومة السورية مستعدتان لمناقشة تبادل السجناء، وتحسين وصول المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار في بعض المناطق. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في ختام اليوم الأول من مؤتمر السلام الخاص بسوريا في مونترو : "تلقينا مؤشرات واضحة تماما على أن الطرفين مستعدان لبحث قضايا الوصول إلى المحتاجين، وتحرير السجناء، ووقف إطلاق النار". بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه حث الحكومة السورية على الإفراج عن معتقلين "كإجراء لبناء الثقة". تحقيق بتعذيب في غضون ذلك، دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، إلى زيارة خبراء دوليين مستقلين للسجون السورية للتأكد من صحة تقارير عن تعذيب مزعوم لمعتقلين من جانب القوات الحكومية. وقال الجربا في حديثه أمام الجلسة الختامية لليوم الأول من مؤتمر جنيف 2 للسلام بشأن سوريا، في مونترو السويسرية: "أطالب اليوم بتحقيق دولى عبر لجنة مستقلة تقوم بزيارة مراكز النظام الأمنية ومعسكرات اعتقاله التى تعمل على إنتاج الموت لأبنائنا بشكل يومي". واختتم المؤتمر يومه الأول بمناشدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وفدي الحكومة والمعارضة العمل بإخلاص للتوصل إلى حل للصراع. ودعا بان المشاركين في المحادثات دعم بيان جنيف الصادر في يونيو 2012، والذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية لها صلاحيات تنفيذية كاملة. تناقضات وعبرت الحكومة السورية والمعارضة بغضب عن العداء المتبادل في أول لقاء لهما، الأربعاء، في مؤتمر السلام الذي ترعاه الأممالمتحدة، حيث تبدى كذلك الخلاف في وجهات النظر بين القوى العالمية حول دور الرئيس السوري بشار الأسد. واتهم الجربا الرئيس السوري بارتكاب جرائم حرب على غرار "الجرائم النازية"، وطالب وفد الحكومة السورية بالموافقة على خطة دولية لتسليم السلطة. وأصر وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أن الأسد لن يذعن لمطالب خارجية، ورسم صورة مروعة لما وصفه بفظائع المعارضة المسلحة "الإرهابية" التي تدعمها دول عربية وغربية حاضرة في الاجتماع. كلمة المعلم وكشفت الولاياتالمتحدة وروسيا، اللتان تشاركان في رعاية المؤتمر، عن خلافاتهما بخصوص الأسد. وقال مسؤولون غربيون إنهم ذهلوا من النبرة التي تحدث بها المعلم الذي تحدى أيضا طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حيث طلب منه الأخير أن يختصر كلمته. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن موقف المعلم المتصلب "يثير الذهول والغضب". وأضاف أنه لا يمكن تحقيق تقدم مع دمشق "إذا لم يظهروا بعض الذكاء". ووصف مسؤول فرنسي كلمة المعلم بأنها "استفزازية وعدائية"، في حين وصفها دبلوماسي غربي بأنها "خطأ كبير" يظهر "غطرسة يغلفها جنون العظمة" يمكن أن تقوض المفاوضات. من جانبه، كرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وجهة نظر المعارضة بأنه لا يمكن "بأي حال" أن يبقى الأسد في السلطة بموجب بنود اتفاق جنيف1 لعام 2012، الذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية. لقاء الوفدين من جانبه، قال الإبراهيمي، الأربعاء، إنه سيلتقي الوفدين السوريين كل على حدة يوم الخميس، حيث سيحاول جمعهما في نفس القاعة. وأضاف الإبراهيمي إنه "ليس واضحا" إن كان سيتمكن من جمع الطرفين السوريين في نفس القاعة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف يوم الجمعة. وقال في وقت لاحق: "سنحاول أن نرى إذا التقينا على نحو منفصل صباح الجمعة وأتمنى أن يجلس الطرفان عصر الجمعة في نفس القاعة".